القصص ٨ - ٥
أو قادة إلى الخير أو ولاة وملوكا ونجعلهم الوارثين أي يرثون فرعون وقومه ملكهم وكل ما كان لهم ونمكن مكن له إذا جعل له مكانا يقعد عليه أو يرقد ومعنى التمكين لهم في الأرض أي أرض مصر والشام أن يجعلها بحيث لا تنبو بهم ويسلطهم وينفذ أمرهم ونرى فرعون وهامان وجنودهما بضم النون ونصب فرعون وما بعده وبالياء ورفع فرعون وما بعده على حمزة وأي يرون منهم ما حذروه من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم ويرى نصب عطف على المنصوب قبله كقراءة النون او رفع على الإستئناف منهم من بني اسرائيل ويتعلق بنرى دون يحذرون لأن الصلة لا تتقدم على الموصول ما كانوا يحذرون الحذر التوقي من الضرر واوحينا إلى أم موسى بالإلهام أو بالرؤيا او بإخبار ملك كما كان لمريم وليس هذا وحي رسالة ولا تكون هي رسولا أن أرضعيه أن بمعنى أي أو مصدرية فإذا خفت عليه من القتل بأن يسمع الجيران صوته فينموا عليه فألقيه في اليم البحر قيل هو نيل مصر ولا تخافي من الغرق والضياع ولا تحزني بفراقه أنا رادوه إليك بوجه لطيف لتربيته وجاعلوه من المرسلين وفي هذه الآية أمران ونهيان وخبران وبشارتان والفرق بين الخوف والحزن أن الخوف غم يلحق بالإنسان لمتوقع والحزن غم يلحقه لواقع وهو فراقه والاخطار به فنهيت عنهما وبشرت برده إليها وجعله من المرسلين وروى أنه ذبح في طلب موسى تسعون ألف وليد وروى أنها حين ضربها الطلق وكانت بعض القوابل الموكلات بحبالى بني اسرائيل مصافية لها فعالجتها فلما وقع إلى الأرض هالها نور بين عينيه ودخل حبه قلبها فقالت ما جئتك إلا لأقتل مولودك وأخبر فرعون ولكن وجدت لأبنك حبا ما وجدت مثله فاحفظيه فلما خرجت القابلة جاءت عيون فرعون فلفته في خرقة ووضعته في تنور مسجور ولم تعلم ما تصنع لما طاش من عقلها فطلبوا فلم يلقوا شيئا فخرجوا وهي لا تدري مكانه فسمعت بكاءه من التنور فانطلقت إليه وقد جعل الله النار بردا وسلاما فلما ألح فرعون في طلب الولد ان أوحي إليها بإلقائه في اليم فألقته في اليم بعد أن أرضعته ثلاثة اشهر فالتقطه آل فرعون أخذه قال الزجاج كان فرعون من أهل فارس من اصطخر ليكون لهم عدوا أي ليصير الأمر إلى ذلك لا أنهم أخذوه لهذا كقولهم للموت ما تلده الوالدة وهي لم تلد لأن يموت ولدها ولكن المصير إلى ذلك كذا قاله الزجاج وعن هذا قال المفسرون ان هذه لام العاقبة والصيرورة وقال صاحب الكشاف هي لام كي التي معناها التعليل كقولك جئتك لتكرمني ولكن معنى التعليل فيها وارد على طريق المجاز لأن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم له شبه بالداعي الذي بفعل الفاعل القتل لأجله وهو الإكرام الذي هو نتيجة المجيء وحزنا وحزنا على حمزة وهما لغتان كالعدم والعدم