القصص ١٠ - ٨
إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين خاطين بخفيف خاطئين أبو جعفر أي كانوا مذنبين فعاقبهم الله بان ربي عدوهم ومن هو سبب هلاكهم على أيديهم وكانوا خاطئين في كل شيء فليس خطؤهم في تربية عدوهم ببدع منهم وقالت امرات فرعون قرة عين لي ولك روى انهم حين التقطوا التابوت عالجوا فتحه فلم يقدروا عليه فعالجوا كسره فأعياهم فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نورا فعالجته ففتحته فإذا بصبي نوره بين عينيه فأحبوه وكانت لفرعون بنت برصاء فنظرت إلى وجهه فبرأت فقالت الغواة من قومه هو الذي نحذر منه فأذن لنا في قتله فهم بذلك فقالت آسية قرة عين لي ولك فقال فرعون لك لا لي وفي الحديث لو قال كما قالت لهداه الله تعالى كما هداها وهذا على سبيل الفرض أي لو كان غير مطبوع على قلبه كآسية لقال مثل قولها وكان أسلم كما أسلمت وقرة خبر مبتدأ محذوف أي قرة ولي ولك صفتان لقرة لا تقتلوه خاطبته خطاب الملوك أو خاطبت الغواة عسى أن ينفعنا فإن فيه مخايل اليمن ودلائل النفع وذلك لما عاينت من النور وبرء البرصاء أو نتخذه ولدا أو نتبناه فإنه اهل لأن يكون ولدا للمملوك وهم لا يشعرون حال وذو حالها آل فرعون وتقدير الكلام فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وقالت امرأة فرعون كذا وهم لا يشعرون أنهم على خطأ عظيم في التقاطه ورجاء النفع منه وتبنيه وقوله أن فرعون الآية جملة اعتراضية واقعة بين المعطوف والمعطوف عليه مؤكدة لمعنىخطئهم وما أحسن نظم هذا الكلام عند أصحاب المعاني والبيان وأصبح وصار فؤاد أم موسى فارغا صفرا من العقل لما دهمها من فرط الجزع لما سمعت بوقوعه في يد فرعون إن كادت لتبدي به لتظهر به والضمير لموسى والمراد بأمره وقصته وأنه ولدها قيل لما رأت الأمواج تلعب بالتابوت كادت تصيح وتقول واابناه وقيل لما سمعت أن فرعون أخذ التابوت لم تشك أنه قتله فكادت تقول واإبناه شفقة عليه وأن مخففة من الثقيلة أي انها كادت لولا أن ربطنا على قلبها لولا ربطنا على قلبها والربط على القلب تقويته بإلهام الصبر لتكون من المؤمنين من المصدقين بوعدنا وهو إنا رادوه إليك وجواب لولا محذوف أي لابدته أو فارغا من الهم حين سمعت أن فرعون تبناه أن كادت لتبدي بأنه ولدها لأنها لم تملك نفسها فرحا وسرورا بما سمعت لولا أنا طامنا قلبها وسكنا قلقه الذي حدث به من شدة الفرح لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله لا بتبني فرعون قال يوسف بن الحسين أمرت أن موسى بشيئين ونهيت عن شيئين وبشرت ببشارتين فلم ينفعها الكل حتى تولى الله حياطتها فربط