القصص ١٨ - ١٥
ودخل المدينة أي مصر على حين غفلة من أهلها حال من الفاعل أي مختفيا وهو ما بين العشاءين أو وقت الفائلة يعني انتصاف النهار وقيل لما شب وعقل أخذ يتكلم بالحق وينكر عليهم فأخافوه فلا يدخل المدينة إلا على تغفل فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ممن شايعه على دينه من بني أسرائيل قيل هو السامري وشيعة الرجل أتباعه وأنصاره وهذا من عدوه من مخالفيه من القبط وهو فاتون وقيل فيهما هذا وهذا وإن كانا غائبين على جهة الحكاية أي إذا نظر إليهما الناظر قال هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه فاستنصره الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى ضربه بجمع كفه أو بأطراف أصابعه فقضى عليه فقتله قال هذا إشارة إلى القتل الحاصل بغير قصد من عمل الشيطان وإنما جعل قتل الكافر من عمل الشيطان وسماه ظلما لنفسه واستغفر منه لأنه كان مستأمنا فيهم ولا يحل قتل الكافر الحربي المستأمن أو لأنه قتله قبل أن يؤذن له في القتل وعن ابن جريح ليس لنبي أن يقتل ما لم يؤمر إنه عدو مضل مبين ظاهر العداوة قال رب يارب إني ظلمت نفسي بفعل صار قتل فاغفر لي زلتي فغفر له زلته إنه هو الغفور بإقالة الذلل الرحيم بإزالة الخجل قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا معينا للمجرمين للكافرين وبما أنعمت على قسم جوابه محذوف تقديره أقسم بانعامك علي بالمغفرة لأتوبن فلن أكون ظهيرا للمجرمين وأراد بمظاهرة المجرمين صحية فرعون وانتظامه في جملته وتكثيره سواده حيث كان يركب بركوبه كالولد مع الوالد فأصبح في المدينة خائفا على نفسه من قتله القبطي أن يؤخذ به يترقب حال أي يتوقع نصرة ربه وفيه دليل على أنه لا بأس بالخوف من دون الله يخلاف ما يقوله بعض الناس أنه لا يسوغ الخوف من دون الله فإذا الذي إذا للمفاجأة وما بعدها مبتدأ استنصره أي موسى بالأمس يستصرخه يستغيثه والمعنى أن الإسرائيلي الذي خلصه موسى استغاث به ثانيا من قبطي آخر


الصفحة التالية
Icon