القصص ٣٢ - ٢٩
بامرأته نحو مصر قال ابن عطاء لما أتم أجل المحنة ودنا أيام الزلفة وظهرت أنوار النبوة سار باهله ليشتركوا معه في لطائف صنع ربه آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آيتكم منها بخبر عن الطريق لأنه قد ضل الطريق أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما أتاها نودي من شاطىء الوادي الأيمن بالنسبة إلى موسى في البقعة المباركة بتكليم الله تعالى فيها من الشجرة العناب أو العوسج أن يا موسى أن مفسرة أو مخففة من الثقيلة إني أنا الله رب العالمين قال جعفر أبصر نارا دلته على الأنوار لأنه رأى النور في هيئة النار فلما دنا منها شملته أنوار القدس وأحاطت به جلابيب الأنس فخوطب بألطف خطاب واستدعى منه أحسن جواب فصار بذلك مكلما شريفا أعطى ما سأل وأمن مما خاف والجذوة باللغات الثلاث وقرىء بهن فعاصم فتح الجيم وحمزة وخلف بضمها وغيرهم بكسرها العود الغليظ كانت في رأسه نارا ولم تكن من الأولى والثانية والإبتداه الغاية أي أتاه النداء من شاطىء الوادي من قبل الشجرة ومن الشجرة بدل من شاطىء الوادي بدل الاشتمال لأن الشجرة كانت نابتة على الشاطىء أي الجانب وأن ألق عصاك ونودي أن ألق عصاك فألقاها فقلبها الله ثعبانا فلما رآها تهتز تتحرك كأنها جان حية في سعيها وهي ثعبان في جثتها ولى مدبرا ولم يعقب يرجع فقيل له يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين أي أمنت من أن ينالك مكروه من الحية أسلك أدخل يدك في جيبك جيب قميصك تخرج بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس من غير سوء برص وأضمم إليك جناحك من الرهب حجازي بفتحتين وبصرى الرهب حفص الرهب غيرهم ومعنى الكل الخوف والمعنى واضمم يدك إلى صدرك يذهب ما بك من فرق أي لأجل الحية عن ابن عباس رضي الله عنهما كل خائف إذا وضع يده على صدره زال خوفه وقيل معنى ضم الجناح إن الله تعالى لما قلب العصا حية فزع موسى وانقاها بيده كما يفعل الخائف من الشيء فقيل له اتقاءك بيدك فيه غضاضة عند الأعداء فإذا ألقيتها فكما تنقلب حية فادخل يدك تحت عضدك مكان اتقائك بها ثم أخرجها بيضاء ليحصل الأمران اجتناب ما هو غضاضة عليك وإظهار معجزة أخرى والمراد بالجناح اليد لأن يدي