القصص ٣٦ - ٣٢
الإنسان بمنزلة جناحي الطائر وإذا ادخل يده اليمنى تحت عضده اليسرى فقد ضم جناحه إليه أو أريد بضم جناحه إليه تجلده وضبطه نفسه عند إنقلاب العصا حية حتى لا يضطرب ولا يرهب استعارة من فعل الطائر لأنه إذا خاف نشر جناحيه وأرخاهما وإلا فجناحاه مضمومان إليه مشمران ومعنى من الرهب من أجل الرهب أي إذا أصابك الرهب عند رؤية الحية فاضمم إليك جناحك جعل الرهب الذي كان يصيبه سببا أو علة فيما أمر به من ضم جناحه إليه ومعنى واضمم إليك جناحك واسلك يدك في جيبك على أحد التفسيرين واحد ولكن خولف بين العبارتين لإختلاف الغرضين إذ الغرض في أحدهما خروج اليد بيضاء وفي الثاني اخفاء الرهب ومعنى واضمم يدك إلى جناحك في طه أدخل يمناك في أحدهما يسراك فذانك مخففا مشي ذاك ومشددا مكي وأبو عمرو مثنى ذلك فاحدى النونين عوض من اللام المحذوفة والمراد اليد والعصا برهانان حجتان نيرتان بينتان وسميت الحجة برهانا لانارتها من قولهم للمرأة البيضاء برهرهة من ربك إلى فرعون وملائه أي أرسلناك إلى فرعون وملائه بهاتين الآيتين إنهم كانوا قوما فاسقين كافرين قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون به بغير ياه والياء يعقوب وأخي هرون هوأفصح مني لسانا فأرسله معنى حفص ردا حال أي عونا يقال ردأته أعنته وبلا همز مدني يصدقني عاصم وحمزة صفة أي ردا مصدقا لي وغيرهما بالجزم جواب لأرسله ومعنى تصديقه موسى إعانته إياه بزيادة البيان في مظان الجدال أن احتاج إليه ليثبت دعواه لا أن يقول له صدقت الا ترى إلى قوله هو أفصح منى لسانا فارسله وفضل الفصاحة انما يحتاج إليه لتقرير البرهان لا لقوله صدقت فسبحان وبأقل فيه يستويان إني أخاف ان يكذبون يكذبوني في الحالتين يعقوب قال سنشد عضدك بأخيك سنقويك به إذ اليد تشد بشدة العضد لأنه قوام اليد والجملة تقوي بشدة اليد على مزاولة الأمور ونجعل لكما سلطانا غلبة وتسلطا وهيبة في قلوب الأعداء فلا يصلون اليكما بآياتنا الباء تتعلق بيصلون أي لا يصلون إليكما بسبب آياتنا وتم الكلام او فنجعل لكما سلطانا أي نسلطكما بآياتنا أو بمحذوف أي اذهبا بآياتنا أو هو بيان للغالبون لا صلة أو قسم جوابه لا يصلون مقدما عليه انتما ومن اتبعكما الغالبون فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات واضحات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى أي سحر تعمله


الصفحة التالية
Icon