القصص ٣٨ - ٣٦
أنت ثم تفتريه على الله أو سحر موصوف بالافتراء كسائر أنواع السحر وليس بمعجزة من عند الله وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين حال منصوبة عن هذا أي كائنا في زمانهم يعني ما حدثنا بكونه فيهم وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار أنه لا يفلح الظالمون أي ربي أعلم منكم بحال من أهله الله الفلاح الأعظم حيث جعله نبيا وبعثه بالهدى ووعده حسن العقبى يعني نفسه ولو كان كما تزعمون ساحرا مفتريا لما أهله لذلك لأنه غني حكيم لا يرسل الكاذبين ولا ينبىء الساحرين ولا يفلح عنده الظالمون وعاقبة الدار هي العاقبة المحمودة لقوله أولئك تعالى لهم عقبى الدار جنات عدن والمراد بالدار الدنيا وعاقبتها ان يختم للعبد بالرحمة والرضوان وتلقي الملائكة بالبشرى والغفران قال موسى بغير واو مكي وهو حسن لأن الموضع موضع سؤال وبحث عما أجابهم به موسى عند تسميتهم مثل تلك الآيات العظام سحرا مفترى ووجه الأخرى أنهم قالوا ذلك وقال موسى هذا ليوازن الناظر بين القول والمقول ويتبصر فساد أحدهما وصحة الآخر ربي اعلم حجازى وأبو عمرو ومن يكون حمزة وعلي وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري قصد بنفي علمه باله غيره نفى وجوده أي مالكم من إله غيري أو هو على ظاهره وإن إلها غيره غير معلوم عنده فأوقد لي يا هامان على الطين أي اطبخ لي الآجر واتخذه وأنما لم يقل مكان الطين هذا لأنه أول من عمل الآجر فهو يعلمه الصنعة بهذه العبارة ولأنه أفصح وأشبه بكلام الجبابرة إذ أمر هامان وهو وزيره بالايقاد على الطين منادي باسمه بيافي وسط الكلام دليل التعظم والتجبر فاجعل لي صرحا قصرا عاليا لعلي أطلع أي أصعد والاطلاع الصعود إلى إله موسى حسب أنه تعالى في مكان كما كان هو في مكان وإني لأظنه أي موسى من الكاذبين في دعواه أن له إلها وأنه أرسله إلينا رسولا وقد تناقض المخذول فإنه قال ما علمت لكم من إله غيري ثم أظهر حاجته إلى هامان وأثبت لموسى إلها وأخبر أنه غير متيقن بكذبه وكأنه تحصن من عصا موسى عليه السلام فليس وقال لعلي أطلع إلى إله موسى روى أن هامان جمع خمسين ألف بناء وبنى صرحا لم يبلغه بناء أحد من الخلق فضرب الصرح جبريل عليه السلام بجناحه فقطعه ثلاث قطع وقعت على عسكر فرعون فقتلت ألف ألف رجل وقطعة في البحر وقطعة في المغرب


الصفحة التالية
Icon