القصص ٤٧ - ٤٥
ولكنا أنشأنا بعد موسى قرونا فتطاول عليهم العمر أي طالت أعمارهم وفترت النبوة وكادت الأخبار تخفي واندرست العلوم ووقع التحريف في كثير منها فأرسلناك مجددا لتلك الأخبار مبينا ما وقع فيه من تحريف وأعطيناك العلم بقصص الأنبياء وقصة موسى كأنه قال ما كنت شاهدا لموسى وما جرى عليه ولكنا أوحيناه إليك فذكر سبب الوجي الذي هو إطالة الفترة ودل به على المسبب اختصارا فإذا هذا الاستدراك شبيه الاستدراكين بعده وما كنت ثاويا مقيما في أهل مدين وهو شعيب والمؤمنين به تتلوا عليهم آياتنا تقرؤها عليهم تعلما منهم يريد الآيات التي فيها قصة شعيب وقومه وتتلوا في موضع نصب خبرثان أو حال من الضمير في ثاويا ولكنا كنا مرسلين ولكنا أرسلناك وأخبرناك بها وعلمناكها وما كنت بجانب الطور اذ نادينا موسى أن خذ الكتاب بقوة ولكن أعلمناك وأرسلناك رحمة للرحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك في زمان الفترة بينك وبين عيسى وهو خمسمائة وخمسون سنة لعلهم يتذكرون ولولا أن تصيبهم مصيبة عقوبة بما قدمت أيديهم من الكفر والظلم ولما كانت أكثر الأعمال تزاول بالأيدي نسبت الأعمال إلى الأيدي وإن كانت من أعمال القلوب تغليبا للأكثر علىالأقل فيقولوا عند العذاب ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين لولا الأولى امتناعية وجوابها محذوف والثانية تحضيضية والفاء الأولى للعطف والثانية جواب لولا لكونها في حكم الأمر إذ الأمر باعث على الفعل والباعث والمحضض من واد واحد والفاء تدخل في جواب الأمر والمعنى لولا إنهم قائلون إذا عوقبوا بما قدموا من الشرك والمعاصي هلا ارسلت إلينا رسولا محتجين علينا بذلك لما أرسلنا إليهم يعني أن ارسال الرسول إليهم إنما هو ليلزموا الحجة ولا يلزموها كقوله لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فإن قلت كيف استقام هذا المعنى وقد جعلت العقوبة هي السبب في الإرسال لا للقول لدخول لولا الامتناعيةعليها دونه قلت القول هوالمقصود بأن يكون سببا للأرسال ولكن العقوبة لما كانت سببا للقول وكان وجوده بوجودها جعلت العقوبة كأنها سبب الارسال