القصص ٥٣ - ٤٨
فأدخلت عليها لولا وجيء بالقول معطوفا عليها بالفاء المعطية معنى السببية ويؤل معناه إلى قولك ولولا فولهم هذا إذا أصابتهم مصيبة لما أرسنا فلما جاءهم الحق من عندنا أي القرآن أو الرسول المصدق بالكتاب المعجز قالوا أي كفار مكة لولا أوتي هلا أعطي مثل ما اوتي موسى من الكتاب المنزل جملة واحدة أو لم يكفروا يعني أبناء جنسهم ومن مذهبهم مذهبهم وعنادهم عنادهم وهم الكفرة في زمن موسى عليه السلام بما أوتي موسى من قبل من قبل القرآن قالوا في موسى وهارون ساحران تظاهرا تعاونا سحران كوفي أي ذوا سحر أو جعلوهما سحرين مبالغة في وصفهما بالسحر وقالوا إنا بكل بكل واحد منهما كافرون وقيل أن أهل مكة كما كفروا بمحمد عليه السلام وبالقرآن فقد كفروا بموسى والتوراة وقالوا في موسى ومحمد ساحران تظاهرا أو في التوراة والقرآن سحران تظاهرا وذلك حين بعثوا الرهط إلى رؤساء اليهود بالمدينة يسألونهم عن محمد فأخبرهم انه في كتابهم فرجع الرهط إلى قريش فأخبرهم بقول اليهود فقالوا عند ذلك ساحران تظاهرا قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما مما أنزل على موسى ومما أنزل على أتبعه جواب فأتوا إن كنتم صادقين في أنهما سحران فإن لم يستحبيوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم فإن لم يستجيبوا دعاءك إلى الإتيان بالكتاب الأهدى فاعلم أنهم قد ألزموا ولم يبق لهم حجة إلا اتباع الهوى ومن أضل ممن اتبع هواه يغير هدى من الله أي لا أحد أضل ممن اتبع في الدين هواه وبغير هدى حال أي مخذولا لا يخلى بينه وبين هواه أن الله لا يهدي القوم الظالمين ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون التوصيل تكثير الوصل وتكريره يعنى أن القرآن آتاهم متتابعا متواصلا وعدا ووعيدا وقصصا وعبرا ومواعظ ليذكروا فيفلحوا الذين آتيناهم الكتاب من قبله من قبل القرآن وخبر الذين هم به بالقرآن يؤمنون نزلت في مؤمن أهل الكتاب وإذا يتلى القرآن عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله


الصفحة التالية
Icon