القصص ٥٧ - ٥٤
من قبل نزول القرآن مسلمين كائنين على دين الإسلام مؤمنين بمحمد عليه السلام وقوله أنه تعليل للإيمان به لأن كونه حقا من الله حقيق بأن يؤمن به وقوله أنا بيان لقوله آمنا لأنه يحتمل أن يكون إيمانا قريب العهد وبعيده فاخبروا بأن إيمانهم به متقادم أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا بصبرهم على الإيمان بالتوراة والإيمان بالقرآن أو بصبرهم على الإيمان بالقرآن قبل نزوله وبعد نزوله أو بصبرهم على أذى المشركين وأهل الكتاب ويدرءون بالحسنة السيئة يدفعون بالطاعة المعصية أو بالحلم الأذى ومما رزقناهم ينفقون يزكون وإذا سمعوا اللغو الباطل أو الشتم من المشركين أعرضوا عنه وقالوا للاعنين لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم أمان منا لكم بأن نقابل لغوكم بمثله لا نبتغي الجاهلين لا نريد مخالطتهم وصحبتهم إنك لا تهدي من أحببت لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت أن يدخل فيه من قومك وغيرهم ولكن الله يهدي من يشاء يخلق فعل الاهتداء فيمن يشاء وهو أعلم بالمهتدين بمن يختار الهداية ويقبلها ويتعظ بالدلائل والآيات قال الزجاج أجمع المفسرون لى أنها نزلت في أبي طالب وذلك أنه قال عند موته يا معشر بني هاشم صدقوا محمد تفلحوا فقال عليه السلام يا عم تأمرهم بالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك قال فما تريد يا بان أخي قال أريد منك أن تقول لا إله ألا الله أشهد لك بها عند الله قال يابن أخي أنا قد علمت أنك صادق ولكني أكره أن يقال جزع عند الموت وإن كانت الصيغة عامة والآية حجة على المعتزلة لأنهم يقولون الهدى هو البيان قد هدى الناس أجمع ولكنهم لم يهتدوا بسوء اختيارهم فدل أن رواء البيان ما يسمى هداية وهو خلق الاهتداء واعطاء التوفيق والقدرة وقالوا أن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ولم نكن لهم حرما آمنا قالت قريش نحن نعلم أنك على الحق ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب بذلك أن يتخطفونا من أرضنا فألقمهم الله الحجر بأنه مكن لهم في الحرم الذي أمنه بحرمة البيت وأمن قطانه بحرمته والثمرات تجيء إليه من كل أوب وهم كفرة فأنى يستقيم أن يعرضهم للتخطف ويسلبهم الأمن إذا ضموا إلى حرمة البيت حرمة الإسلام وإسناد الأمن إلى أهل الحرم حقيقة وإلى الحرم مجاز يجيء إليه وبالتاء مدني ويعقوب وسهل أي تجلب وتجمع ثمرات كل شيء معنى الكلية الكثرة كقوله وأوتيت من كل شيء