القصص ٦١ - ٥٧
رزقنا من لدنا هو مصدر لأن معنى يجيء إليه يرزق أو مفعول له أو حال من الثمرات إن كان بمعنى مرزوق لتخصصها بالإضافة كما تنصب عن النكرة المتخصصة بالصفة ولكن أكثرهم لا يعلمون متعلق بمن لدنا أي قليل منهم يقرون بأن ذلك رزق من عند الله وأكثرهم جهلة لا يعلمون ذلك ولو علموا أنه من عند الله لعلموا أن الخوف والأمن عنده ولما خافوا التخطف إذا آمنوا به وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها هذا تخويف لأهل مكة من سوء عاقبة قوم كانوا في مثل حالهم بأنعام الله عليهم فلم يشكروا النعمة وقابلوها بالبطر فأهلكوا وكم نصب أهلكنا ومعيشتها بحذف الجار وإيصال الفعل أي في معيشتها والبطر سوء احتمال الغنى وهو أن لا يحفظ حق الله فيه فتلك مساكنهم منازلهم باقية الآثار يشاهدونها في الأسفار كبلاد ثمود وقوم شعيب وغيرهم لم تسكن حال والعامل فيها الاشارة من بعدهم إلا قليلا من السكنى أي لم يسكنها إلا المسافر ومار الطريق يوما أو ساعة وكنا نحن الوارثين لتلك المساكن من ساكنيها أي لا يملك التصرف فيها غيرنا وما كان ربك مهلك القرى في كل وقت حتى يبعث في أمها وبكسر الهمزة حمزة وعلى أي في القرية التي هي أمها أي أصلها ومعظمها رسولا لالزام الحجة وقطع المعذرة أو وما كان في حكم الله وسابق قضائه أن يهلك القرى في الأرض حتى يبعث في أم القرى يعني مكة لأن الأرض دحيت من تحتها رسولا يعني محمدا عليه السلام يتلوا عليهم آياتنا أي القرآن وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون أي وما أهلكناهم للإنتقام إلا وأهلها مستحقون العذاب بظلمهم وهو إصرارهم على كفرهم وعنادهم ومكابرتهم بعد الاعذار إليهم وما أوتيتم من شيء فمتاع الحيوة الدنيا وزينتها وأي شيء أصبتموه من أسباب الدنيا فما هو إلا تمتع وزينة أياما قلائل وهي مدة الحياة الفانية وما عند الله وهو ثوابه خير في نفسه من ذلك وأبقى لأنه دائم أفلا تعقلون أن الباقي خير من الفاني وخير أبو عمرو وبين الياء والتاء والباقون بالتاء ى غير وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الله تعالى خلق الدنيا وجعل أهلها ثلاثة أصناف المؤمن والنافق والكافر فالمؤمن يتزود والمنافق يتزين والكافر يتمتع ثم قرر هذه الآية بقوله أفمن وعدناه وعدا


الصفحة التالية
Icon