القصص ٧٦ - ٧٠
صدقنا وعده وقيل الحمد لله رب العالمين والتحميد ثمة على وجه اللذة لا الكلفة وله الحكم القضاء بين عباده وإليه ترجعون بالبعث والنشور وبفتح التاء وكسر الجيم يعقوب قل أرءيتم أريتم محذوف الهمزة على أن جعل الله عليكم الليل سرمدا هو مفعول ثان لجعل أي دائما من السرد وهو المتابعة ومنه قولهم في الأشهر الحرم ثلاثة سرد وواحد فرد والميم مزيدة ووزنه فعمل إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون والمعنى أخبروني من يقدر على هذا قل أرأيتم أن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ولم يقل بنهار تتصرفون فيه كما قال بليل تسكنون فيه بل ذكر الضياء وهو ضوء الشمس لأن المنافع التي تتعلق به متكاثرة ليس التصرف في المعاش وحده والظلام ليس بتلك المنزلة ومن ثم قرن بالضياء أفلا تسمعون لأن السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه ووصف فوائده وقرن بالليل افلا تبصرون لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره من السكون ونحوه ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله أي لتسكنوا بالليل ولتبتغوا من فضل الله في النهار فيكون من باب اللف والنشر ولعلكم تشكرون الله على نعمه وقال الزجاج يجوز أن يكون معناه لتسكنوا فيهما ولتبتغوا من فضل من الله فيهما ويكون المعنى جعل لكم الزمان ليلا ونهارا لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله فيه ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون كرر التوبيخ لإتخاذ الشركاء ليؤذن أن لا شيء أجلب لغضب الله من الإشراك به كما لاشيء أدخل في مرضاته من توحيده ونزعنا وأخرجنا من كل أمة شهيدا يعني نبيهم لأن الأنبياء للأمم شهداء عليهم يشهدون بما كانوا عليه فقلنا للأمم هاتوا برهانكم فيما كنتم عليه من الشرك ومخالفة الرسل فعلموا حينئذ أن الحق لله التوحيد وضل عنهم وغاب عنهم غيبة الشيء الضائع ما كانوا يفترون من ألوهية غير الله والشفاعة لهم إن قارون لا ينصرف للعجمة والتعريف ولو كان فاعولامن قرنت الشيء لانصرف كان من قوم موسى كان اسرائيليا ابن عم لموسى فهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب وموسى بن


الصفحة التالية
Icon