القصص ٨٣ - ٨١
فناشدها بالذي فلق البحر وأنزل التوراة أن تصدق فقالت جعل لي قارون جعلا على أن أقذفك بنفسي فخر موسى ساجدا يبكي وقال يا رب أن كنت رسولك فاغضب لي فأوحى اللع إليه أن مر الأرض بما شئت فإنها مطيعة لك فقال يا بني اسرائيل إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون فمن كان معه فليلزم مكانه ومن كان معي فليعتزل فاعتزلوا جميعا غير رجلين ثم قال يا أرض خذوهم فأخذتهم إلى الركب ثم قال خذوهم فأخذتهم إلى الأوساط ثم قال خذيهم فأخذتهم إلى الأعناق وقارون وأصحابه يتضرعون إلى موسى ويناشدونه بالله والرحم وموسى لا يلتفت إليهم لشدة غضبه ثم قال خذيهم فانطبقت عليهم فقال الله تعالى استغاث بك مرار فلم ترحمه فوعزتي لو استرحمني مرة لرحمته فقال بعض بني اسرائيل إنما اهلكه ليرث ماله فدعا الله حتى خسف بداره وكنوزه فما كان له من فئة جماعة ينصرونه من دون الله يمنعونه من عذاب الله وما كان من المنتصرين من المنتقمين من موسى أو من الممتنعين من عذاب الله يقال نصره من عدوه فانتصر أي منعه منه فامتنع وأصبح وصار الذين تمنو مكانه منزلته من الدنيا بالأمس ظرف لتمنوا ولم يرد به اليوم الذي قبل يومك ولكن الوقت القريب استعارة يقولون وي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وي منفصلة عن كأن عند البصريين قال سيبويه وي كلمة تنبه على الخطأ وتندم يستعملها النادم بإظهار ندامته يعني ان القوم تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون وتندموا لولا أن من الله علينا بصرف ما كنا نتمناه بالأمس لخسف بنا وبفتحتين حفص ويعقوب وسهل وفيه ضمير الله تعالى وأي كانه لا يفلح الكافرون أي تندموا ثم قالوا كأنه لا يفلح الكافرون تلك الدار الآخرة تلك تعظيم لها وتفخيم لشأنها يعني تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها وقوله ونجعلها خبر تلك والدار نعتها للذين لا يريدون علوا في الأرض بغيا ابن جبير زظلما الضحاك او كبرا ولا فسادا عملا بالمعاصي أو قتل النفس أو دعاء إلى عبادة غير الله ولم يعلق الموعد بترك العلو والفساد ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهما كما قال ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فعلق الوعيد بالركون وعن علي رضي الله عنه أن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعله صاحبه فيدخل تحتها وعن الفضيل انه قراها ثم قال ذهبت الأماني ههنا وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يرددها حتى قبض وقال بعضهم حقيقته التنفير عن متابعة فرعون وقارون متشبثا بقوله إن فرعون علا في الآرض ولا تبغ الفساد في الأرض والعاقبة المحمودة للمتقين من جاء


الصفحة التالية
Icon