القصص ٨٨ - ٨٤
بالحسنة فله خير منها مر في النمكل ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين علموا السيئات معناه فلا يجزون فوضع الذين عملوا السيئات موضع الضمير لأن في اسناد عمل السيئة إليهم مكررا فضل تهجين بحالهم وزيادة تبغيض للسيئة إلى قلوب السامعين إلا ما كانوا يعملون إلا مثل ما كانوا يعملون ومن فضله العظيم أن لا يجزي السيئة إلا بمثلها ويجزي الحسنة بعشر أمثالها وبسبعمائة إن الذي فرض عليك القرآن أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه لرادك بعد الموت إلى معاد أي معاد وإلى معاد ليس لغيرك من البشر فلذا نكره أو المرادبه مكة والمراد رده إليها يوم الفتح لأنها كانت في ذلك اليوم ميعادا له شأن ومرجعا له واعتداد لغلبة رسول الله وقهره لأهلها ولظهور عز الإسلام وأهله وذل الشرك وحزبه والسورة مكية ولكن هذه الآية نزلت بالجحفة لا بمكة ولابالمدينة حين اشفتاق إلى مولده ومولد آبائه ولما وعد رسوله الرد إلى ميعاده قال قل للمشركين ربي أعلم من جاء بالهدى يعني نفسه وما له من الثواب في ميعاده ومن هو في ضلال مبين يعني المشركين وما يستحقونه من العذاب في معادهم من في محل نصب بفعل مضمر أي يعلم وما كنت ترجوا أن يلقى يوحي إليك الكتاب القرآن إلارحمة من ربك هو محمول على المعنى أي وما ألقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك أو إلا بمعنى لكن للأستدراك أي ولكن لرحمة من ربك ألقى إليك الكتاب فلا تكونن ظهيرا للكافرين معينا لهم على دينهم ولا يصدنك عن آيات الله هو على الجمع أي ألا يمنعنك هؤلاء عن العمل بآيات الله أي القرآن بعد إ انزلت إليك الآيات أي بعد وقت انزاله واذ يضاف إليه أسماء الزمان كقولك حينئذ وتومئذ وادع إلى ربك إلى توحيده وعبادته ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر قال ابن عباس رضي الله عنهما الخطاب في الظاهر للنبي ص - والمراد أهل دينه ولأن العصمة لا تمنع النهى والوقف على آخر لازم لأنه لو وصل لصار لا إله ألا هو صفة لآلها آخر وفيه من الفساد ما فيه كل شيء هالك إلا وجهه أي إلا إياه فالوجه يعبر به عن الذات وقال مجاهد يعني علم العلماء إذا أريد به وجه الله له الحكم القضاء في خلقه وإليه يرجعون بفتح التاء وكسر الجيم يعقوب والله أعلم