الكهف ٨٨ - ٨٣
الدنيا يعني جانبيها شرقها وغربها وقيل كان له قرنان أي ضفيرتان أو انقرض في وقته قرنان من الناس أو لأنه ملك الروم وفارس أو الترك والروم أو كان لتاجه قرنان أو على راسه ما يشبه القرنين أو كان كريم الطرفين أبا وأما وكان من الروم قل سأتلوا عليكم منه من ذي القرنين ذكرا إنا مكنا له في الأرض جعلنا له فيها مكان واعتلاء وآتيناه من كل شيء أراده من اغراضه ومقاصده في ملكه سببا طريقا موصلا إليه فأتبع سببا والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة فاراد بلوغ المغرب فاتبع سببا يوصله إليه حتى بلغ وكذلك اراد المشرق فاتبع سببا وأراد بلوغ السدين فاتبع سببا فاتبع سببا ثم اتبع كوفي وشامي الباقون بوصل الألف وتشديد التاء عن الاصمعي اتبع لحق واتبع اقتفى وان لم يلحق حتى إذا بلغ مغرب الشمس أي منتهى العمارة نحو المغرب وكذا المطلع قال صلى الله عليه و سلم بدء أمره أنه وجد في الكتب ان أحد أولاد سام يشرب من عين الحياة فيخلد فجعل يسير في طلبها والخضر وزيره وابن خالته فظفر فشرب ولم يظفر ذو القرنين وجدها تغرب في عين حمئة ذات حمأة من حمئت البئر إذا صارت فيها الحمأة حامية شامي وكوفي غير حفص بمعنى حارة وعن أبي ذر كنت رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم على جمل فرأى الشمس حين غابت فقال اتدري يا ابا ذر أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حمئة وكان ابن عباس رضي الله عنهما عند معاوية فقرأ معاوية حامية فقال ابن عباس حمئة فقال معاوية لعبد الله بن عمر كيف تقرؤها فقال كما يقرأ أمير المؤمنين ثم وجه إلى كعب الاحبار كيف تجد الشمس تغرب قال في ماء وطين كذلك نجد في التوارة فوافق قول ابن عباس رضي الله عنهما ولا تنافي فجازان تكون العين جامعة للوصفين جميعا ووجد عندها عند تلك العين قوما عراة من الثياب لباسهم جلود الصيد وطعامهم ما لفظ البحر وكانوا كفارا قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ان كان نبيا فقد أوحى الله اليه بهذا والا فقد أوحى الى نبي فامره النبي به أو كان الهاما خير بين ان يعذبهم بالقتل ان اصروا على أمرهم وبين ان يتخذ فيهم حسنا باكرامهم وتعليم الشرائع ان أمنوا أو التعذيب القتل واتخاذ الحسن الاسر لأنه بالنظر إلى القتل احسان قال ذو القرنين أما من ظلم فسوف نعذبه بالقتل ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا في القيامة يعني أما من دعوته إلى الإسلام فابي الا البقاء على الظلم العظيم وهو الشرك فذاك هو المعذب في الدارين وأما من آمن وعمل صالحا أي عمل ما يقتضيه الإيمان فله جزاء