العنكبوت ١٢ - ٨
إلى مرجعكم مرجع من آمن منكم ومن أشرك فأنبئكم بما كنتم تعملون فأجازيكم حق جزائكم وفي ذكر المرجع والوعيد تحذير من متابعتهما على الشرك وحث على الثبات والاستقامة في الدين روى أن سعد بن أبي وقاص لما أسلم نذرت أمه أن لا تأكل ولا تشرب حتى يرتد فشكا إلى النبي ص - فنزلت هذه الآية والتي في لقمان والتي في الأحقاف والذين آمنوا وعملوا الصالحات هو مبتدأ والخبر لندخلنهم في الصالحين في جملتهم والصلاح من أبلغ صفات المؤمنين وهو متمنى الأنبياء عليهم السلام قال سليمان عليه السلام وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين وقال يوسف عليه السلام توفني مسلما وألحقني بالصالحين أو في مدخل الصالحين وهو الجنة ونزلت في المنافقين ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى في الله أي إذا مسه أذى من الكفار جعل فتنة الناس كعذاب الله أي جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله تعالى ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أي وإذا نصر الله المؤمنين وغنهم اعترضوهم وقالوا إنا كنا معكم أي متابعين لكم في دينكم ثابتين عليه بثباتكم فأعطونا نصيبنا من الغنم أو ليس الله باعلم بما في صدور العالمين أي هو أعلم بما في صدور العالمين من العالمين بما في صدورهم ومن ذلك ما في صدور هؤلاء من النفاق وما في صدرو المؤمنين من الإخلاص ثم وعد المؤمنين وأوعد المنافقين بقوله وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين أي حالهما ظاهرة عند من يملك الجزاء عليهما وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم أموراهم باتباع سبيلهم وهي طريقتهم التي كانوا عليها في دينهم وأمروا أنفسهم بحمل خطاياهم فعطف الأمر على الأمر وأرادوا ليجتمع هذان الأمران في الحصول أن تتبعوا سيبلنا وأن نحمل خطاياكم والمعنى تعليق الحمل بالإتباع أي أن تتبعوا سبيلنا حملنا خطاياكم وهذا قول صناديد قريش كانوا يقولون لمن آمن منهم لا نبعث نحن ولا أنتم فإن كان ذلك فإنا نتحمل عنكم الأثم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون لأنهم قالوا ذلك وقلوبهم على