العنكبوت ٢٨ - ٢٤
روى أنه لم ينتفع في ذلك اليوم بالنار يعني يوم ألقي إبراهيم في النار وذلك لذهاب حرها قال ابراهيم لقومه إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحيوة الدنيا حمزة وحفص مودة بينكم مدني وشامي وحماد ويحيى وخلف مودة بينكم مكي وبصرى وعلى مودة بينكم الشمنى والبرجمي النصب على وجهين على التعليل أي لتتوادوا بينكم وتتواصلوا لإجتماعكم على عبادتها واتفاقكم عليها كما يتفق الناس على مذهب فيكون ذلك سبب تجابهم وأن يكون مفعولا ثانيا كقوله اتخذ إلهه هواه وما كافة أي اتخذتم الأوثان سبب المودة بينكم على تقدير حذف المضاف أو اتخذتموها مودة بينكم أي مودودة بينكم كقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله وفي الرفع وجهان أن يكولا خبرا لأن ما موصولة وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي مودة بينكم والمعنى أن الأوثان مودة بينكم أي مودودة أو سبب مودة ومن أضاف المودة جعل بينكم اسما لا ظرفا كقوله شهادة بينكم ومن نون مودة ونصب بينكم فعلى الظرف ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض تتبرأ الأصنام من عابديها ويعلن بعضكم بعضا أي يوم القيامة يقوم بينكم التلاعن فيلعن الاتباع القادة ومأواكم النار أي مأوى العابد والمعبود والتابع والمتبوع ومالكم من ناصرين ثمة فآمن له لإبراهيم عليه السلام لوط هو ابن أخي ابراهيم وهو أول من آمن له حين رأى النار لم تحرقه وقال إبراهيم إني مهاجر من كوثى وهي من سواد الكوفة إلى حران ثم منها إلى فلسطين وهي من برية الشام ومن ثم قالوا الكل نبي هجرة ولإبراهيم هجرتان وكان معه في هجرته لوط وسارة وقد تزوجها إبراهيم إلى ربي إلى حيث أمرني ربي بالهجرة إليه إنه هو العزيز الذي يمنعني من أعدائي الحكيم الذي لا يأمرني إلا بما هو خير ووهبنا له اسحق ولدا ويعقوب ولد ولد ولم يذكر اسمعيل لشهرته وجعلنا في ذريته النبوة أي في ذرية إبراهيم فإنه شجرة الأنبياء والكتاب والمراد به الجنس يعني التوراة والانجيل والزبور والفرقان وآتيناه أي إبراهيم أجره الثناء الحسن والصلاة عليه إلى آخر الدهر ومحبة أهل الملل له أو هو بقاء ضيافته عند قبره وليس ذلك لغيره في الدنيا فيه دليل على أنه تعالى قد يعطي الاجر في الدنيا وأنه في الآخرة لمن الصالحين أي من أهل الجنة عن الحسن ولوطا أي واذكر لوطا إذ قال لقومه أنكم لتأتون الفاحشة الفعلة البالغة


الصفحة التالية
Icon