العنكبوت ٣٨ - ٣٣
بالفجور سيء بهم مدني وشامي وعلى وضاق بهم ذرعا وضاق بشأنهم ويتدبير أمرهم ذرعه أي طاقته وقد جعلوا ضيق الذرع والذراع عبارة عن فقد الطاقة كما قالوا رحب الذرع إذا كان مطيقا والأصل فيه ان الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير الذراع فضرب ذلك مثلا في العجز والمقدرة وهو نصب على التمييز وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وبالتخفيف مكي وكوفي غير حفص وأهلك الكاف في محل الجر ونصب أهللك بفعل محذوف أي وننجي أهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين إنا منزلون منزلون شامي على أهل هذه القرية رجزا عذابا من السماء بما كانوا يفسقون بفسقهم وخروجهم عن طاعة الله ورسوله ولقد تركنا منها من القرية آية بينة هي آثار منازلهم الخربة وقيل الماء الأسود على وجه الأرض لقوم يتعلق بتركنا أو ببينة يعقلون وإلى مدين وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر وافعلوا ما ترجون به الثواب في العاقبة أو خافوه ولا تعثوا في الأرض مفسدين قاصدين الفساد فكذبوه فأخذتهم الرجفة الزلزلة الشديدة أو صيحة جبريل عليه السلام لأن القلوب رجفت بها فأصبوا في دارهم في بلدهم وأرضهم جاثمين باركين على الركب ميتين وعادا منصوب باضمار أهلكنا لأن قوله فأخذتهم الرجفة يدل عليه لأنه في معنى الاهلاك وثمود حمزة وحفص وسهل ويعقوب وقد تبين لكم ذلك يعني ما وصفه من إهلاكهم من مساكنهم من جهة مساكنهم إذا نظرتم إليها عند مروركم بها وكان أهل مكة يمرون عليها في أسفارهم فيبصرونها وزين لهم الشيطان أعمالهم من الكفر والمعاصي فصدهم عن السبيل السبيل الذي امروا بسلوكه هو الإيمان بالله ورسله وكانوا مستبصرين عقلاء متمكنين من النظر وتمييز الحق من الباطل