العنكبوت ٤٩ - ٤٦
أحسن الثواب ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن بالخصلة التى هى أحسن للثواب وهى مقابلة الخشونة باللين والغضب بالكظم كما قال ادفع بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم فأفرطوا فى الاعتداء والعناد ولم يقبلوا النصح ولم ينفع فيهم الرفق فاستعملوا معهم الغلظة وقيل إلا الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه و سلم أو إلا الذين أثبتوا الولد والشريك وقالوا يد الله مغلولة أو معناه ولا تجادلوا الداخلين فى الذمة المؤدين للجزية إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا فنبذوا الذمة ومنعوا الجزية فمجادلتهم بالسيف والآية تدل على جواز المناظرة مع الكفرة فى الدين وعلى جواز تعلم علم الكلام الذى به تتحقق المجادلة وقوله وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون من جنس المجادلة بالاحسن وقال عليه السلام ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان باطلا لم تصدقوهم وان كان حقا لم تكذبوهم وكذلك ومثل ذلك الانزال انزلنا إليك الكتاب أى أنزلناه مصدقا لسائر الكتب السماويةأو كما أنزلنا الكتب إلى من قبلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به هم عبداللة بن سلام ومن معه ومن هؤلاء أى من اهل مكة من يؤمن به أو أراد بالذين أوتو الكتاب الذين تقدموا عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل الكتاب ومن هؤلاء الذين كانوا فى عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يجحد بآياتنا مع ظهورها وزوال الشبهة عنها إلا الكافرون إلا المتوغلون فى الكفرالمصممون عليه ككعب بن الاشرف واضرابه وما كنت تتلوا من قبله من قبل القرآن من كتاب ولا تخطه بيمينك خص اليمين لأن الكتابة عالبا تكون باليمين أى ما كنت قرأت كتابا من الكتب ولا كنت كاتبا إذا أى لو كان شيء من ذلك أى من التلاوة ومن الخط لارتاب المبطلون من أهل الكتاب وقالوا الذى نجد نعته فى كتبنا امى لا يكتب ولا يقرأ وليس به أو لارتاب مشركو مكة وقالوا لعله تعلمه أو كتبه بيده وسماهم مبطلين لا نكارهم نبوته وعن مجاهد والشعبى ما مات النبى صلى الله عليه و سلم حتى كتب وقرأ بل هو أى القرآن آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم أى فى صدور العلماء به وحفاظه وهما من خصائص القرآن