العنكبوت ٥٣ - ٤٩
كون آياته بينات الاعجاز وكونه محفوظا فى الصدور بخلاف سائر الكتب فإنها لم تكن معجزات ولا كانت تقرأ إلا من المصاحف وما يجحد بآياتنا الواضحة إلا الظالمون أى المتوغلون فى الظلم وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه آية بغير الف مكى وكوفى غير حفص أرادواهلا انزل عليه آيات مثل الناقة والعصا ومائدة عيسى عليهم السلام ونحو ذلك قل إنما الآيات عند الله ينزل أيتها شاء ولست املك شيئا منها وإنما انا نذير مبين كلفت الانذار وابانته بما اعطيت من الآيات وليس لى ان اقول انزل على آيه كذا دون آيه كذا مع علمى ان المراد من الآيات ثبوت الدلالة والآيات كلها فى حكم آية واحدة فى ذلك أولم يكفهم أنا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم أى أولم يكفهم آية مغنية عن سائر الآيات ان كانوا طالبين للحق غير متعنتين هذا القرآن الذى تدوم تلاوته عليهم فى كل مكان وزمان فلا يزال معهم آيه ثابتة لا تزول كما تزول كل آية بعد كونها أو تكون فى مكان دون مكان ان فى ذلك أى فى مثل هذه الآية الموجودة فى كل مكان وزمان إلى آخر الدهر لرحمة لنعمة عظيمة وذكرى وتذكرة لقوم يؤمنون دون المتعنتين قل كفى بالله بينى وبينكم شهيدا اى شاهدا بصدق ما ادعيه من الرسالة وانزال القرآن على وبتكذيبكم يعلم ما فى السموات والأرض فهو مطلع على امرى وامركم وعالم بحقى وباطلكم والذين آمنوا بالباطل منكم وهو ما يعبدون من دون الله وكفروا وبالله وآياته أولئك هم الخاسرون والمغبونون فى صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالايمان إلا أن الكلام ورد مورد الانصاف كقوله وانا أو اياكم لعلى هدى أوفى ضلال مبين وروى أن كعب بن الاشراف وأصحابه قالوا يا محمد من يشهد لك بأنك رسول الله فنزلت ويستعجلونك بالعذاب بقولهم امطر علينا حجارة من السماء الآية ولولا أجل مسمى وهو يوم القيامة أو يوم بدر أو وقت فنائهم بآجالهم والمعنى ولولا اجل قد سماه الله وبينه فى اللوح لعذبهم والحكمة تقتضى تأخيره إلى ذلك الأجل المسمى لجاءهم العذاب عاجلا وليأتينهم العذاب عاجلا أو


الصفحة التالية
Icon