العنكبوت ٥٨ - ٥٣
ليأتينهم العذاب فى الأجل المسمى بغتة فجأة وهم لا يشعرون بوقت مجيئه يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين أى ستحيط بهم يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم لقوله تعالى من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ولا وقف على بالكافرين لأن يوم ظرف إحاطة النار بهم ويقول بالياء كوفى ونافع وقوله ذوقوا ما كنتم تعملون أى جزاء أعمالكم يا عبادى وبسكون الياء بصرى وكوفى غير عاصم الذين آمنوا إن أرضى واسعة وبفتح الياء شامى يعنى أن المؤمن إذا لم يتسهل له العبادة فى بلد هو فيه ولم يتمش له أمر دينه فليهاجر عنه إلى بلد يقدر أنه فيه أسلم قلبا واصح دينا وأكثر عبادة والبقاع تتفاوت فى ذلك تفاوتا كثيرا وقالوا لم نجد أعون على قهر النفس واجمع للقلب واحث على القناعة واطرد للشيطان وابعدمن الفتن واربط للأمر الدينى من مكة حرسها الله تعالى وعن سهل إذا ظهرت المعاصى والبدع فى أرض فأخرجوا منها إلى الأرض المطيعين وعن رسول الله صلى الله عليه و سلم من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة فاياى فاعبدون وبالياء يعقوب وتقديره فاياى فاعبدونى وجىء بالفاء فى فاعبدون لأنه جواب شرط محذوف لأن المعنى أن أرضى واسعة فإن لم تخلصوا العبادة لى فى أرض فاخلصوها فى غيرها ثم حذف الشرط وعوض عن حذفه تقديم المفعول مع إفادة تقديمه معنى الاختصاص والإخلاص ثم شجع المهاجر بقوله كل نفس ذائقة الموت أى واجدة مرارته وكربه كما يجد الذائق طعم المذوق لأنها إذا تيقنت بالموت سهل عليها مفاوقة وطنها ثم إلينا ترجعون بعد الموت للثوب والعقاب يرجعون يحيى ترجعون يقعوب والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئهم من الجنة غرقا لننزلهم من الجنة علالى لبثوينهم كوفى غير عاصم من الثواء وهو النزول للاقامة وثوى غير مبتعد فإذا تعدى بزيادة الهمزة لم يجاوز مفعولا واحدا والوجه في تعديته إلى ضمير المؤمنين وإلى الغرف أما أجراؤه مجرى لننزلنهم لنؤوينهم أو حذف الجار وإيصال الفعل أو تشبيه الظرف الؤقت بالمبهم تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين ويوقف على العاملين على أن الذين


الصفحة التالية
Icon