الروم ١٦ - ١٠
أنفسهم حيث عملوا ما أوجب تدميرهم ثم كان عاقبة بالنصب شامى وكوفى الذين أساؤا السوأى تأنيث الاسوأ وهو الأقبح كما أن الحسنى تأنيث الأحسن ومحلها رفع على أنها اسم كان عند من نصب عاقبة على الخبر ونصب عند من رفعها والمعنى انهم عوقبوا فى الدنيا بالدمار ثم كانت عاقبتهم السوأى إلا أنه وضع الظهر وهو الذين أساءوا موضع المضمر أى العقوبة التى هى أسوأ العقوبا ت فى الآخرة وهى النار التى أعدت للكافرين أن كذبوا لأن كذبوا أوبان وهو يدل على أن معنى أساءوا كفروا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون يعنى ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآيات الله واستهزائهم بها الله يبدأ الخلق ينشئهم ثم يعيده يحييهم بعد الموت ثم إليه ترجعون وبالياء أبو عمرو وسهل ويوم تقوم الساعة يبلس يبأس ويتحير يقال ناظرته فابلس إذا لم ينبس ويئس من أن يحتج المجرمون المشركون ولم يكن لهم من شركائهم من الذين عبدوهم من دون الله وكتب شفعؤا فى المصحف بواو قبل الالف كما كتب علمؤا بنى اسرائيل وكذلك كتبت السوأى بالالف قبل الياء اثباتا للهمزة على صورة الحرف الذى منه حركتها وكانوا بشركائهم كافرين أى يكفرون بآلهتهم ويجحدونها أو وكانوا فى الدينا كافرين بسببهم ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون الضمير فى يتفرقون للمسلمين والكافرين لدلالة ما بعده عليه حيث قال فاما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة أى بستان وهى الجنة والتنكير لأبهام أمرها وتفخيمه يحبرون يسرون يقال حبره إذا سره سرورا تهلل له وجهه وظهر فيه اثره ثم اختلف فيه لاحتمال وجوه المسار فقيل يكرمون وقيل يحلون وقيل هو السماع فى الجنة وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة أى البعث فأولئك فى العذاب محضرون مقيمون لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم كقوله وما هم بخارجين منها لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجى من الوعيد فقال فسبحان الله والمراد بالتسبيح ظاهره الذى هو تنزيه الله من السوء والنثاء عليه بالخير فى هذه