الكهف ٩٩ - ٩٤
والنوال على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني بالادغام وبفكه مكي فيه ربي خير أي ما جعلني فيه مكينا من كثرة المال واليسار خير مما تبذلون لي من الخراج فلا حاجة لي إليه فأعينوني بقوة بفعلة وصناع يحسنون البناء والعمل وبالآلات أجعل بينكم وبينهم ردما جدار أو حاجزا حصينا موثقا والردم اكبر من السد آتوني زبر الحديد قطع الحديد والزبرة القطعة الكبيرة قيل حفر الاساس حتى بلغ الماء وجعل الأساس من الصخر والنحاس المذاب والبنيان من زبر الحديد بينها الحطب والفحم حتى سد ما بين الجبلين إلى اعلاهما ثم وضع المنافيخ حتى إذا صارت كالنار رصب النحاس المذاب على الحديد المحمى فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلا صلدا وقيل بعد ما بين السدين مائة فرسخ حتى إذا ساوى بين الصدفين بفتحتين جانبي الجبلين لانهما يتصادقان أي يتقابلان الصدفين مكي وبصري وشامي الصدفين أبو بكر قال انفخوا أي قال ذو القرنين للعملة انفخوا في الحديد حتى إذا جعله أي المنفوخ فيه وهو الحديد نارا كالنار قال آتوني اعطوني أفرغ اصب عليه قطرا نحاسا مذابا لأنه يقطر وهو منصوب بافرغ وتقديره آتوني قطرا افرغ عليه قطرا فحذف الأول لدلالة الثاني عليه قال ائتوني بوصل الألف حمزة وإذا ابتدأ كسر الألف أي جيئوني فما استطاعوا بحذف التاء للخفة لأن التاء قريبة المخرج من الطاء أن يظهروه أن يعلوا السد وما استطاعوا له نقبا أي لا حيلة لهم فيه من صعود لارتفاعه ولا نقب لصلابته قال هذا رحمة من ربي أي هذا السد نعمة من الله ورحمة على عباده أو هذا الاقدار والتمكين من تسويته فإذا جاء وعد ربي فإذا دنى مجئ يوم القيامة وشارف أن يأتي جعله أي السد دكا أي مدكوكا مبسوطا مسوى بالأرض وكل ما انبسط بعد ارتفاع فقد اندك دكاء كوفي أي أرضا مستوية وكان وعد ربي حقا آخر قول ذي القرنين وتركنا وجعلنا بعضهم بعض الخلق يومئذ يموج يختلط في بعض أي يضطربون ويختلطون انسهم وجنهم حيارى ويجوز أن يكون الضمير ليأجوج ومأجوج وانهم يموجون حين يخرجون مما وراء السد مزدحمين في البلاد وروى انهم يأتون البحر فيشربون ماءه ويأكلون دوابه ثم يأكلون الشجر ومن ظفروا به من الناس ولا يقدرون أن يأتوا مكة


الصفحة التالية
Icon