الروم ٢٨ - ٢٦
المعنى كأنه قال ومن آياته قيام السموات والأرض واستمسا كها بغير عمد ثم خروج الموتى من القبور إذا دعاهم دعوة واحدة يا أهل القبور أخرجوا والمراد سرعة وجود ذلك من غير توقف وإنما عطف هذا على قيام السموات والأرض بثم بيانا لعظم ما يكون من ذلك الأمر واقتداره على مثله وهو ان يقول يا أهل القبور قوموا فلا تبقى نسمة من الأولين والآخرين إلا قامت تنظر كما قال ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظنرون وإذا الأولى للشرط والثانية للمفاجأة وهى تنوب مناب الفساء فى جواب الشرط ومن الأرض متعلق بالفعل لا بالمصدر وقولك دعوته من مكان كذا يجوز ان يكون مكانك ويجوز أن يكون مكان صاحبك وله من فى السموات والأرض كل له قانتون منقادون لوجود أفعاله فيهم لا يمتنعون عليه أو مقرون بالعبودية وهو الذى يبدؤا الخلق اى ينشئهم ثم يعيده للبعث وهو أى البعث أهون أيسر عليه عندكم لأن الاعادة عندكم أسهل من الانشاء فلم أنكرتم الاعادة وأخرت الصلة فى قوله وهو أهون عليه وقدمت فى قوله هو على هين لقصد الاختصاص هناك واما هنا فلا معنى للاختصاص وقال أبو عبيدة والزجاج وغيرهما الا هون بمعنى الهين فيوصف به الله عز و جل وكان ذلك على الله يسيرا كما قالوا الله أكبراى كبير والاعادة فى نفسها عظيمة ولكنها هونت بالقياس إلى الانشاء أو هو أهون على الخلق من الانشاء لأن قيامهم بصيحة واحدة أسهل من كونهم نطفا ثم علقا ثم مضغا إلى تكميل خلقهم وله المثل الا على فى السموات والأرض أى الوصف الا على الذى ليس لغيره وقد عرف به ووصف فى السموات والأرض على ألسنة الخلائق وألسنة الدلائل وهو أنه القادر الذى لا يعجز عن شيء من انشاء واعادة وغيرهما من المقدورات ويدل عليه قوله وهو العزيز أى القاهر لكل مقدور الحكيم الذى يجرى كل فعل على قضايا حكمته وعلمه وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما المثل الاعلى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وعن مجاهد هو قول لا إله إلا الله ومعناه وله الوصف الارفع الذى هو الوصف بالوحدانية ويعضده قوله ضرب لكم مثلا من أنفسكم فهذا مثل ضربة الله عز و جل لمن جعل له شريكا من خلقه من للابتداء كانه قال أخذ مثلا وانتزعه من أقرب شيء منكم وهى أنفسكم هل لكم معاشر الاحرار مما ملكت أيمانكم عبيدكم ومن التبعيض ومن شركاء من مريدة لتأكيد الاستفهام الجارى مجرى النفى ومعناه هل ترضون لا نفسكم وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيدان بشارككم بعضهم فيما رزقناكم من الأموال وغيرها فأنتم معاشر الاحرار والعبيد


الصفحة التالية
Icon