الروم ٣٠ - ٢٨
فيه فى ذلك الرزق سواء من غير تفصلة بين حر وعبد يحكم مما ليككم فى أموالكم كحكمكم تخافونهم حال من ضميرالفاعل فى سواء اى متساوون خائفا بعضكم بعضا مشاركته فى المال والمعنى تخافون معاشر السادة عبيدكم فيها فلا تمضون فيها حكما دون إذنهم خوفا من لائمة تلحقكم من جهتهم كخيفتكم أنفسكم يعنى كما يخاف بعض الاحرار بعضا فيما هو مشترك بينهم فإذا لم يرضوا بذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب الارباب ومالك الاحرار ومالعبيد أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء كذلك موضع الكاف نصب أى مثل هذا التفصيل نفصل الآيات نبينها لان التمثل مما يكشف المعانى ويوضحها لقوم يعقلون بتدبرون فى ضرب الامثال فلما لم ينزجروا أضرب عنهم فقال بل اتبع الذين ظلموا أنفسهم بما أشركوا كما قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم أهواءهم بغير بغير علم أى اتبعوا أهواءهم جاهلين فمن يهدى من أضل الله أى أضله الله تعالى وما لهم من ناصرين من العذاب فاقم وجهك للدين فقوم وجهك له وعد له غير ملتفت عنه يمينا ولا شمالا وهو تمثيل لاقباله على الدين واستقامته عليه واهتمامة بأسبابه فان من اهتم بالشيء عقد عليه طرفه وسدد إليه نظره وقوم له وجهه حنيفا حال من المامور أو من الدين فطرت الله أى الزموا فطرة الله والفطرة الخلقية ألا ترى إلى قوله لا تبديل لخلق الله فالمعنى أنه خلقهم قابلين للتوحيد والإسلام غير نائين عنه ولا منكرين له لكونه مجاوبا للعقل مساوقا للنظر الصحيح حتى لو تركوا لما اختاروا عليه دينا آخر ومن غوى منهم فباغواء شياطين الجن والإنس ومنه قوله عليه السلام كل عبادى خلقت حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وأمروهم أن يشركوا بى غيرى وقوله عليه السلام كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه وقال الزجاج معناه أن الله تعالى فطر الخلق على الإيمان به على ما جاء فى الحديث ان الله عز و جل أخرج من صلب آدم كالدر وأشهدهم على أنفسهم بأنه خالقهم فقال وإذ أخذر بك إلى قوله قالوا بلى وكل مولود هو من تلك الذرية التى شهدت بأن الله تعالى خالقها فمعنى فطرة الله دين الله التى فطر الناس عليها أى خلق لاتبديل لخلق الله أى ما ينبغى أن تبدل تلك الفطرة أو تغير وقال الزجاج معناه لا تبديل لدين الله ويدل عليه ما بعده وهو قوله ذلك الدين القيم أى المستقيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون حقيقةذلك منيبين إليه راجعين إليه وهو حال من الضمير فى الزموا وقوله واتقوه وأقيموا ولا