الروم ٤٦ - ٤٢
أكد تسبيب المعاصى لغضب الله ونكاله بقوله قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين حيث أمرهم بأن يسيروا فينظروا كيف أهلك الله الأمم وأذاقهم سوء العاقبة بمعاصيهم فأقم وجهك للدين القيم البليغ الاستقامة الذى لا يتأتى فيه عوج من قبل أن يأتى يو لا مرد له هو مصدر بمعنى الرد من الله يتعلق بيأتى والمعنى من قبل أن يأتى من الله يوم لا يرده أحد كقوله تعالى فلا يستطعون ردها أو بمرد على معنى لا يرده هو بعد أن يجيء به ولا رد له من جهته يومئذ يصدعون يتصدعون أى يتفرقون ثم أشار إلى غناه عنهم فقال من كفر فعليه كفره أى وبال كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون أى يسوون لأنفسهم ما يسويه لنفسه الذى يمهد لنفسه فراشة ويوطئه لئلا يصيبه فى مضجمه ما ينغص عليه مرقده من نتوء وغيره والمعنى أنه يمهد لهم الجنة بسبب أعمالهم فاضيف اليهم وتقديم الظرف فى الموضعين للدلالة على أن ضرر الكفر لا يعود إلا على الكافر ومنفعة الإيمان والعمل الصالح يرجع إلى المؤمن لا تجاوزه ليجزى متعلق ببمهدون تعليل له وتكرير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وترك الضمير إلى الصريح لتقدير أنه لا يفلخ عنده إلا المؤمن من فضله أى عطائه وقوله أنه لا يحب الكافرين تقرير بعد تقرير على الطرد والعكس ومن آياته أى ومن آيات قدرته أن يرسل الرياح هى الجنوب والشمال والصبا وهى رياح الرحمة وأما الدبور فريح العذاب ومنه قوله عليه السلام للهم اجعلها رياحا ولا تحعلها ريحا وقد عدد الفوائد فى إرسلها فقال مبشرات أى أرسلها للبشارة بالغيث وليذيقكم من رحمته ولاذاقة الرحمة وهى نزول المطر وحصول الخصب الذى يتبعه والروح الذى مع هبوب الريح وزكاء الأرض وغير ذلك وليذيقكم معطوف على مبشرات على المعنى كأنه قيل ليبشركم وليذيقكم ولتجرى الفلك فى البحر عند هبوبها بأمره أى بتدبيره أو تكوينه كقوله إنما أمره إذا اراد شئيا الآية ولتبتغوا من فضله يريد تجارة البحر ولعلكم تشكرون ولتشكروا


الصفحة التالية
Icon