الروم ٥١ - ٤٧
نعمة الله فيها ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات أى فآمن بهم قوم وكفر بهم قوم ويدل على هذا الأضمار قوله فانتقمنا من الذين أجرموا أى كفروا بالاهلاك فى الدينا وكان حقا علينا نصر المؤمنين أى وكان نصر المؤمنين حقا علينا بانجائهم مع الرسل وقد يوقف على حقا ومعناه وكان الانتقام منهم حقا ثم تبتدىء علينا نصر المؤمنين والأول أصح الله الذى يرسل الرياح الريح مكى فتئير سحابا فيبسطه أى السحاب فى السماء أى فى سمت السماء وشقها كقوله وفرعها فى السماء كيف يشاء من ناحية الشمال أو الجنوب أو الدبور أو الصبا ويجعله كسفا قطعا جمع كسفة أى يجعله منبسطا يأخذ وجه السماء مرة ويجعله قطعا متفرقة غير منبسطة مرة كسفا يزيد وابن ذ كوان فترى الودق المطر يخرج فى التارتين جميعا من خلاله وسطه فإذا أصاب به بالودق من يشاء من عباده يريد اصابة بلادهم وأراضهم إذا هم يستنشرون يفرحون وان كانوا من قبل أن ينزل عليهم المطر من قبله كرر للتأكيد كقوله فكان عاقبتهما انهما فى النار خالدين فيها ومعنى التوكيد فيها الدلاله على ان عهدهم بالمطر قد تطاول فاستحكم يأسهم فكان لا ستبشار على قبرا اعتمامهم بذلك لمبلسين آيسين فانظر إلى آثار شامى وكوفى غير أبى بكر وغيرهم أثر رحمت الله اى المطر كيف يحى الأرض بالنبات وأنواع الثمار بعد موتها إن ذلك أى الله لمحى الموتى يعنى أن ذلك القادر الذى يحى الأرض بعد موتها هو الذى يحى الناس بعد موتهم فهذا استدلال باحياء الموات على احياء الأموات وهو على كل شئ قدير أى وهو على كل شيء من المقدورات قادر وهذا من جملة المقدورات بدليل الانشاء ولئن أرسلنا ريحا أى الدبور فرأوه أى أثر رحمة الله لأن رحمة الله هى الغيث وأثرها النبات ومن قرأ بالجمع رجع الضمير إلى معناه لأن معنىآثار الرحمة النبات واسم النبات يقع على القليل والكثير لأنه مصدر سمى به ما ينبت مصفرا بعد اخضراره وقال مصفرا لأن تلك صفرة حادثةوقيل فرأوا