الروم ٥٥ - ٥١
السحاب مصفرا لأن السحاب الاصفر لا يمطر واللام فى لئن موطئة للقسم دخلت على حرف الشرط وسد مسد جوابى القسم والشرط لظلوا ومعناه ليظلن من بعده يكفرون أى من بعد اصفراره أو من بعد الاستبشار ذمتهم الله تعالى بأنه إذا حبس عنهم المطر قنطوا من رحمته وضربوا أذقانهم على صدورهم مبلسين فإذا أصابهم برحمته ورزقهم المطر استبشروا فإذا أرسل ريحا فضرب زروعهم بالصفار ضجوا وكفروا بنعمة الله فهم فى جمع هذه الأحوال على الصفة المذمومة وكان عليهم أن يتوكلوا على الله وفضله فقنطوا وان يشكروا نعمته ويحمدوه عليها ففرحوا وان يصبروا على بلائه فكفروا فإنك لا نسمع الموتى أى موتى القلوب أو هؤلاء فى حكم الموتى فلا تطمع أن يقبلوا منك ولا تسمع الصم الدعاء ولا يسمع الصم مكى إذا ولوا مدبرين فإن قلت الاصم لا يسمع مقبلا أو مدبرا فما فائدة هذا التخصيص قلت هو إذا كان مقبلا يفهم بالرمز والاشارة فإذا ولى لا يسمع ولا يفهم بالإشارة وما أنت بهادى العمى أى عمى القلوب وما أنت تهدى العمى حمزة عن ضلالتهم أى لا يمكنك أن تهدى الاعمى إلى طريق قد ضل عنه باشارة منك له إليه إن تسمع ما نسمع الا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون منقادون لأوامر الله تعالى الله الذى خلقكم من ضعف من النطف كقوله من ماء مهين ثم جعل من بعد ضعف قوة يعنى حال الشباب وبلوغ الاشد ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يعنى حال الشيخوخة والهرم يخلق ما يشاء من ضعف وقوة وشباب وشيبة وهو العليم باحوالهم القدير على تغييرهم وهذا الترديد فى الأحوال أبين دليل على الصانع العليم القدير فتح الضاد فى الكل عاصم وحمزة وضم غيرهما وهو اختيار حفص وهما لغتان والضم أقوى فى القراءة لما روى عن ابن عمر قال قرأتها على رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضعف فاقرأنى من ضعف ويوم تقوم الساعة أى القيامة سميت بذلك لانها تقوم فى آخر ساعة من ساعات الدينا أو لأنها تقع بغية كما تقوم فى ساعة لمن تستعجله وجرت علما لها كالنجم للثريا يقسم المجرمون يحلف الكافرون ولا وقف عليه لأن مالبثوا فى القبور أو فى الدينا غير ساعة جواب القسم استقلوا مدة لبثهم فى القبور أو فى الدنيا لهول يوم