الروم ٦٠ - ٥٥
القيامة وطول مقامهم فى شدائدها أو ينسون أو يكذبون كذلك كانوا يؤفكون أى مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون عن الصدق إلى الكذب فى الدنيا ويقولون ما هى إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمنعوثين وقال الذين أوتوا العلم والإيمان هم الانبياء والملائكة والمؤمنون لقد لبثتم فى كتاب الله فى علم الله المثبت فى اللوح أو فى حكم الله وقضائه إلى يوم البعث ردوا ما قالوه وحلفوا عليه وأطلعوهم على الحقيقة ثم وصلوا ذلك بتقريعهم على انكار البعث بقولهم فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم فى الدنيا لا يعلمون أنه حق لتفريطكم فى طلب الحق واتباعه والغاء لجواب شرط يدل عليه الكلام تقديره ان كنتم منكرين البعث فهذا يوم البعث الذى أنكرتموه فيومئذ لا ينفع بالياء كوفى الذين ظلموا كفروا معذرتهم عذرهم ولا هم يستعتبون أى لا يقال لهم ارضوا ربكم بتوبة من قولك استعتبنى فلان فاعتبته أى استرضانى فارضيته ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآيه ليقولن الذين كفروا ان أنتم إلا مبطلون أى ولقد وصفنا لهم كل صفة كأنها مثل فى غرابتها وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن كصفة المبعوثين يوم القيامة وقصتهم وما يقولون وما يقال لهم وما لا ينفع من اعتذارهم ولايسمع من استعتابهم ولكنهم لقسوة قلوبهم إذا جئتهم بآية من آيات القرآن قالوا جئتنا بزور وباطل كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون أى مثل ذلك الطبع وهو الختم يطبع الله على قلوب الجهلة الذين علم الله منهم اختيار الضلال حتى يسموا المحقين مبطلين وهم أعرق خلق الله فى تلك الصفة فاصبر على أذاهم أو عداوتهم ان وعد الله بنصرتك على أعدائك وإظهار دين الإسلام على كل دين حق لا بد من انجازه والوفاء به ولا يستخفنك الذين لا يوقنون أى لا يحملنك هؤلاء الذين لا يوقنون بالآخرة على الخفة والعجلة فى الدعاء عليهم بالعذاب أو لا يحملنك على الخفة والقلق جزعا مما يقولون ويفعلون فإنهم ضلال شاكون لا يستبدع منهم ذلك ولا يستخفنك بسكون النون عن يعقوب والله الموفق للصواب