لقمان ١٤ - ١١
استوجبوا عندكم العبادة بل الظالمون فى ضلال مبين أضرب عن تبكيتهم إلى التسجيل عليهم بالتورط فى ضلال ليس بعده ضلال ولقد آتينا لقمان الحكمة وهو لقمان بن باعوراء بن أخت أيوب أو ابن خالته وقيل كان من اولاد آزر وعاش ألف سنة وأدرك داود عليه السلام وأخذ منه العلم وكان يفتى قبل مبعث داود عليه السلام فلما بعث قطع الفتوى فقيل له فقال ألا أكتفى إذا كفيت وقيل كان خياطا وقيل نجارا وقيل راعيا وقيل كان قاضيا فى بنى إسرائيل وقال عكرمة والشعبى كان نبيا والجمهور على أنه كان حكيما ولم يكن نبيا وقيل خير بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة وهى الاصابة فى القول والعمل وقيل تتلمذ لألف نبى وتتلمذ له ألف نبى وأن فى أن اشكر لله مفسرة والمعنى أى اشكر لله لأن إيتاء الحكمة فى معنى القول وقد نبه الله تعالى على أن الحكمة الأصلية والعلم الحقيقى هو العمل بهما وعبادة الله والشكر له حيث فسر إيتاء الحكمة بالحث على الشكر وقيل لا يكون الرجل حكيما حتى يكون حكيما فى قوله وفعل ومعاشرته وصحبه وقال السرى السقطى الشكر أن لا نعصى الله بنعمه وقال الجنيد أن لا ترى معه شريكا فى نعمة وقيل هو الاقرار بالعجز عن الشكر والحاصل أن شكرالقلب المعرفة وشكر اللسان الحمد وشكر الاركان الطاعة ورؤية العجز فى الشكل دليل قبول الكل ومن يشكر فانما يشكر لنفسه لأن منفعته تعود إليه فهو يريد المزيد ومن كفر النعمة فان الله غنى غير محتاج إلى الشكر حميد حقيق بأن يحمدو ان لم يحمده أحد وإذ أى واذكر إذ قال لقمان لابنه أنعم أو اشكر وهو يعظه يا بنى الاسكان مكى يا بنى حفض بفتحه فى كل القرآن لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم لأنه تسوية بين من لا نعمة الا وهى منه ومن لا نعمة له أصلا ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن أى حملته تهن وهنا على وهن أى تضعف ضعفا فوق ضعف أى يتزايد ضعفها ويتضاعف لأن الحمل كلما ازداد أو عظم ازدادت ثقلا وضعفا وفصاله فى عامين أى فطامة عن الرضاع لتمام عامين أن اشكر لى ولوالديك هو تفسير لو صينا أى وصيناه بشكرنا وبشكر والديه وقوله حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين اعتراض بين المفسر والمفسر لأنه لما وصى بالوالدين ذكر ما تكابده الام وتعانية من المشاق فى حمله وفصاله هذه المدة الطويلة تذكيرا بحقها العظيم مفردا وعن ابن عيينة من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله ومن دعا للوالدين


الصفحة التالية
Icon