لقمان ٢٠ - ١٨
ومفروضانها وهذا دليل على أن هذه الطاعات كانت مأمورا بها فى سائر الأمم ولا تصغر خدك للناس أى ولاتعرض عنهم تكبرا تصاعر أبو عمرو ونافع وحمزة وعلى وهو بمعنى تصعر والصعير داء يصيب البعير يلوى منه عنقه والمعنى أقبل على الناس بوجهك تواضعا ولا تولهم شق وجهك وصفحته كما يفعله المتكبرون ولا تمشى فى الأرض مرحا أى تمرح مرحا أو أوقع المصدر موقع الحال أ ىمرحا أو لا تمشى لأجل المرح والأشر ان الله لا يحب كل مختال متكبر فخور من يعدد مناقبه تطاولا واقصد القصد التوسط بين العلو والتقصير فى مشيك أى اعل فيه حتى يكون مشيا بين مشيين لا تدب دبيب المتماوتين ولا تثب وثوب الشطار قال عليه السلام سرعة المشى تذهب بهاء المؤمن وأما قول عائشة فى عمر رضى الله تعالى عنه كان إذا مشى أسرع فانما أرادت السرعة المرتفعة عن دبيب المماوت وعن ابن مسعود رضى الله عنه كانوا ينهون عن خيب اليهود ودبيب النصارى ولكن مشيا بين ذلك وقبل معناه وانظر موضع قدميك متواضعا واغضض من صوتك وانقص منه اى اخفض صوتك ان أنكر الأصوات أى أوحشها لصوت الحمير لأن أوله زفير وآخره شهيق كصوت أهل النار وعن الثورى صباح كل شيء تسبيح إلا الحمار فإنه يصيح لرؤية الشيطان ولذلك سماه الله منكرا وفى تشبيه الرافعين أصواتهم بالحمير وتمثيل أصواتهم بالنهاق تنبيه على أن رفع الصوت فى غاية الكراهة يؤيده ما روى أنه عليه السلام كان يعجبه أن يكون الرجل خفيض الصوت ويكره أن يكون مجهور الصوت وإنما وحد صوت الحمير ولم يسمع لأنه لم يرد أن يذكر صوت كل واحد من آحاد هذا الجنس حتى يجمع بل المراد أن كل جنس من الحيوان له صوت وأنكر أصوات هذه الأجناس صوت هذا الجنس فوجب توحيده ألم تروا أن الله سخر ما فى السموات يعنى الشمس والقمر والنجوم والسحاب وغير ذلك وما فى الأرض يعنى البحار والأنهار والمعادن والدواب وغير ذلك وأسبغ وأتم عليكم نعمه مدنى وأبو عمرو وسهل وحفص نعمته وغيرهم والنعمة كل نفع قصد به الإحسان ظاهرة بالمشاهدة وباطنه ما لا يعلم إلا بدليل ثم قيل الظاهرة البصر والسمع واللسان وسائر الجوارح الظاهرة والباطنة القلب والعقل والفهم وما أشبه ذلك ويروى فى دعاء موسى عليه السلام إلهى دلنى على أخفى نعمتك على عبادك فقال أخفى تعمتى عليهم النفس وقبل تخفيف الشرائع وتضعيف الذرائع والخلق والخلق ونيل العطايا وصرف البلايا وقبول الخلق ورضا الرب وقال ابن عباس الظاهرة ما سوى


الصفحة التالية
Icon