السجدة ٥ - ١
سورة السجدة الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العلمين
سورة السجدة مكية وفى ثلاثون آيه مدنى وكوفى وتسع وعشرون آية يصرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الم على انها اسم السورة مبتدأ وخبره تنزيل الكتاب وإن حعلتها تعديدا للحروف ارتفع تنزيل بأنه خبر مبتدأ محذوف أو هو مبتدأ خبره لا ريب فيه أو يرتفع بالابتداء وخبره من رب العالمين ولا ريب فيه اعتراض لا محل له والضمير فى فيه راجع إلى مضمون الجملة كانه قال لا ريب فى ذلك أى فى كونه منزلا من رب العالمين لأنه معجز للبشر ومثله ابعد شيء من الريب ثم أضرب عن ذلك إلى قوله أم يقولون افتراه أى اختلقه محمد لأن أم هى المنقطعة الكائنة بمعنى بل والهمزة معناه بل أيقولون افتراه انكارا لقولهم وتعجبنا منهم لظهور أمره فى عجز بلغئهم عن مثل ثلاث آيات منه بل هو الحق ثم اضرب عن الانكار إلى اثبات أنه الحق من ربك ولم يفتره محمد صلى الله عليه و سلم كما قالوا تعنتا وجهلا لتنذر قوما أى العرب ما أتاهم من نذير من قبلك ما للنفى والجملة صفة لقوما لعلهم يهتدون على الترجى من رسول الله صلى الله عليه و سلم كما كان لعله يتذكر على الترجى من موسى وهرون الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش استولى عليه باحداثه ما لكم من دونه من دون الله من ولى ولا شفيع أى إذا جاوزتم رضاه لم تجدوا لانفسكم وليا أى ناصرا ينصركم ولا شفيعا يشفع لكم أفلا تتذكرون تتعظون بمواعظ الله يدبر الأمر أى أمر الدنيا من السماء إلى الأرض إلى أن تقوم الساعة ثم يعرج إليه ذلك الأمر كله أى يصير إليه ليحكم فيه فى يوم كان مقداره ألف سنة وهو يوم القيامة مما تعدون من أيام الدنيا ولاتمسك للمشبهة بقوله إليه فى إثبات الجهة لأن معناه إلى حيث يرضاه أو أمره كما لاتشبث لهم بقوله إنى ذاهب إلى