السجدة ١١ - ٦
ربى إنى مهاجر إلى ربى ومن يخرج من بيته مهاجر إلى الله ذلك عالم الغيب والشهادة أى الوصوف بما مر عالم ما غاب عن الخلق وما شاهدوه العزيز الغالب امره الرحيم البالغ لطيفه وتيسيره وقيل لا وقف عليه لأن الذى صفته أحسن كل شيء أى حسنه لأن كل شيء مرتب على ما اقتضته الحكمة خلقه كوفى ونافع وسهل على الوصف أى كل شيء خلقه فقد أحسن خلقه غيرهم على البدل أى أحسن خلق كل شيء وبدأ خلق الإنسان آدم من طين ثم جعل نسله ذريته من سلالة من نطفة من ماء أى منى وهو بدل من سلالة مهين ضعيف حقير ثم سواه قومه كقوله فى أحسن تقويم ونفخ أدخل فيه من روحه الإضافة للاختصاص كانه قال ونفخ فيه من الشيء الذى اختص هو به وبعلمه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لتسمعوا وتبصروا وتعقلوا قليلا ما تشكرون أى تشكرون قليلا وقالوا القائل أبى بن خلف ولرضاهم بقوله أسند إليهم ألذا صللنا فى الارض أى صرنا ترابا وذهبنا مختلطين بتراب الارض لا نتميز منه كما يضل الماء فى اللبن أو غبنا في الأرض بالدفن فيها وقرأ على ضللنا بكسر اللام يقال ضل يضل وضل يضل وانتصب الظرف في أئذا ضللنا بما يدل عليه أئنا لفى خلق جديد وهو نبعث بل هم بلقاء ربهم كافرون جاحدون لما ذكر كفرهم بالبعث اضرب عنه إلى ما هو أبلغ وهو انهم كافرون بجميع ما يكون فى العاقبة لا بالبعث وحدة قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون أى يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بقبض أرواحكم ثم ترجعون إلى ربكم بعد ذلك مبعوثين للحساب والجزاء وهذا معنى لفاء الله والتوفى استبفاء النفس وهى الروح أى يقبض أرواحكم أجمعين من قولك توفيت حقى من فلان إذا أخذته وافيا كملا من غير نقصان وعن مجاهد حويت لملك الموت الأرض وجعلت له مثل الطست يتناول منها حيث يشاء وقيل ملك الموت يدعو الأرواح فتجيبه ثم يأمر أعوانه بقبضها والله تعالى هو الآمر لذلك كله وهو الخالق لأفعال المخلوقات وهذا وجه الجمع بين هذه الآية وبين قوله توفته رسلنا وقوله الله يتوفى الانفس