السجدة ١٦ - ١٢
حين موتها ولو ترى الخطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم أو لكل أحد ولو امتناعيه والجواب محذوف أى لرايت أمرا عظيما إذا لمجرمون هم الذين قالوا أئذا ضللنا فى الأرض ولو واذ للمضى وانما جاز ذلك لأن المترقب من الله بمنزله الموجود لا يقدر لنرى ما يتناوله كأنه قيل ولو تكون منك الرؤية واذ ظرف له ناكسوا رءوسهم من الذل والحياء والندم عند ربهم عند حساب ربهم ويوقف عليه لحق الحذف اذ التقدير يقولون ربنا أبصرنا صدق وعدك ووعيدك وسمعنا منك تصديق رسلك أو كنا عميا وصما فأبصرناوسمعنا فارجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا أى الإيمان والطاعة إنا موقنون بالبعث والحساب الآن ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها فى الدنيا أى لو شئنا أعطينا كل نفس ما عندنا من اللطف الذى لو كان منهم اختيار ذلك لاهتدوا لكن لم نعطهم ذلك الطف لما علمنا منهم اختيار الكفر وإيثاره وهو حجة على المعتزلة فإن عندهم شاء الله أن يعطى كل نفس ما به اهتدت وقد أعطاها لكنها لم تهدوهم أولوا الآية بمشيئة الجبر وهو تأويل فاسد لما عرف فىتبصر الأدلة ولكن حق القول منى لاملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ولكن وجب القول منى بما علمت أنه يكون منهم ما يستوجبون به جهنم وهو ما علم منهم أنهم يختارون الرد والتكذيب وفى تخصيص الإنس والجن اشارة إلى أنه عصم ملائكته عن عمل يستوجبون به جهنم فذوقوا العذاب بما نسيتم لقاء بما تركتم من علم لقاء يومكم هذا وهو الإيمان به انا نسيناكم تركنا كم فى العذاب كالمنسى وذوقوا عذاب الخلد أى العذاب الدائم للذى لا انقطاع له بما كنتم تعملون من الكفر والمعاصى إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها أى وعظوا بها خروا سجدا سجدوا لله تواضعا وخشوعا وشكرا على ما رزقهم من الإسلام وسبحوا بحمد ربهم ونزهوا الله عما لا يليق به واثنوا عليه حامدين له وهم لا يستكبرون عن الإيمان به والسجود له تتجافى ترتفع وتتنحى جنوبهم عن المضاجع عن الفرش ومضاجع النوم قال سهل وهب لقوم هبة وهو ان أذن لهم فى مناجاته وجعلهم من أهل وسيلته ثم مدحهم عليه


الصفحة التالية
Icon