السجدة ٢١ - ١٦
فقال نتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون داعين ربهم عابدين له خوفا وطمعا مفعول له أى لأجل خوفهم من سخطه وطمعهم فى رحمته وقم المتهجدون وعن النبى صلى الله عليه و سلم فى تفسيرها قيام العبد من الليل وعن ابن عطاء أبت جنوبهم أن تسكن على بساط الغفلة وطلبت بساط القرية يعنى صلاة الليل وعن أنس كان أناس من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الأخيرة فنزلت فيهم وقيل هم الذين يصلون صلاة العتمة لا ينامون عنها وما روقناهم ينفقون فى طاعة الله تعالى فلا نعلم نفس ما أخفى لهم ما بمعنى الذى أخفى على حكاية النفس حمزة ويعقوب من قرة أعين أى لا يعلم أحد ما أعد لهؤلاء من الكرامة جزاء مصدر أى جوز واجزاء بما كانوا يعملون عن الحسن رضى الله عنه أخفى القوم أعمالا فى الدنيا فاخفى الله لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وفيه دليل على أن المراد الصلاة فى جوف الليل ليكون الجزاء وفاقا ثم بين ان من كان فى نور الطاعة والايمان لايستوى مع من هو فى ظلمة الكفر والعصيان بقوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا أى كافرا وهما محمولان على لفظ من قوله لا يستوون على المعنى بدليل قوله وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جناب المأوى هى نوع من الجنان تأوى إليها أرواح الشهداء وقيل هى عن يمين العرش نزلا بما كانوا يعملون عطاء بأعمالهم والنزل عطاء النازل ثم صار عاما وأما الذين فسقوا فمأواهم النار أى ملجؤهم ومنزلهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم أى تقول لهم خزنة النار ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به تكذبون وهذا دليل على أن المراد بالفاسق الكافر إذالتكذيب يقابل الايمان ولنذيقنهم من العذاب الأدنى أى عذاب الدنيا من الاسر وما محنوا به من السنة سبع سنين دون العذاب الأكبر أى عذاب الآخرة أى نذيقهم عذاب الدنيا قبل أن يصلوا إلى الآخرة عن الدار انى العذاب الادنى الخذلال والعذاب الأكبر الخلود فى النيران وقيل العذاب الادنى عذاب القبر لعلهم لعل المعذبين بالعذاب الأدنى يرجعون يتوبون عن الكفر ومن


الصفحة التالية
Icon