السجدة ٢٧ - ٢٢
أظلم ممن ذكر وعظ بآيات ربه أى بالقرآن ثم أعرض عنها أى فتولى عنها ولم يتدبر فيهاوثم للاستبعاد أى أن الاعراض عن مثل هذه الآيات فى وضوحها وانارتها وارشادها إلى سواء السبيل والفوز بالسعادة العظمى بعد التذكير بها مستبعد فى العقل كما تقول لصاحبك وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها استبعادا لتركه الانتهاز انا من المجرمين منتقمون ولم يقل منه لأنه إذا جعله أظلم كل ظالم ثم توعد المجرمين عامة بالانتقام منهم فقد دل على اصابة الاطلم النصيب الا وفر من الانتقام ولو قال بالضمير لم يفد هذه الفائدة ولقد آتيناموسى الكتاب التوراة فلا تكن فى مرية شك من لقائه من لقاء موسى الكتاب أو من لفائك موسى ليلة المعراج أو يوم القيامة أو من لقاء موسى ربه فى الآخرة كذا عن النبى صلى الله عليه و سلم وجعلناه هدى لنبى إسرائيل وجعلنا الكتاب المنزل على موسى لقومه هدى وجعلنا منهم أئمة بهمزتين كوفى وشامى يهدون بذلك الناس ويدعونهم إلى ما فى التوراة من دين الله وشرائعه بامرنا اياهم بذلك لما صبروا حين صبروا على الحق بطاعة الله أو عن المعاصى لما صبروا حمزة وعلى أي لصبرهم على الدنيا وفيه دليل على أن الصبر ثمرته امامة الناس وكانوا بآياتنا التوراة يوقنون يعلمون علما لا يخالجه شك إن ربك هو يفصل يقضى بينهم يوم القيامة بين الانبياء وأممهم أو بين المؤمنين والمشركين فيما كانوا فيه يختلفون فيظهر المحق من المبطل أولم الواو للعطف على المعطوف عليه منوى من جنس المعطوف أى أو لم يدع يهد يبين والفاعل الله بدليل قراءة زيد عن يعقوب نهد لهم لأهل مكة كم لا يجوز أن يكون كم فاعل يهدى لأن كم للاستفهام فلا يعمل فيه ما قبله ومحله نصب بقوله أهلكنا من قبلهم من القرون كعاد وثمود وقوم لوط يمشون فى مساكنهم أى أهل مكة يمرون فى متاجرهم على ديارهم وبلادهم إن فى ذلك لآيات أفلا يسمعون المواعظ فيتعظوا أو لم يروا أنا نسوق الماء نجرى المطر والانهار إلى الارض الجرز أى الارض التى جرز نباتها أى قطع اما لعدم الماء أو لانه رعى ولا يقال


الصفحة التالية
Icon