الأحزاب ١٠ - ٧
ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا
قدمه زمانه ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا وثيقا وأعاد ذكر الميثاق لانضمام الوصف إليه وإنما فعلنا ذلك ليسأل الله الصادقين اى الانبياء عن صدقهم عما قالوه لقومهم أو ليسأل المصدقين للأنبياء عن تصديقهم لأن من قال الصادق صدقت كان صادقا فى قوله اوليسأل الانبياء ما الذى أجابتهم أممهم وهو كقوله يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم وأعد للكافرين بالرسل عذابا أليما وهو عطف على أخذنا لأن المعنى ان الله اكد على الانبياء الدعوة إلى دينه لأجل إثابة المؤمنين وأعد للكافرين عذابا أليما أو على مادل عليه ليسأل الصادقين كانه قال فاثاب المؤمنين وأعد للكافرين يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم أى ما أنعم الله به عليكم يوم الاحزاب وهو يوم الخندق وكان بعد حرب أحد بسنة إذ جاءتكم جنود أى الأحزاب وهم قريش وغطفان وقريظة والنصير فأرسلنا عليهم ريحا أى الصبا قال عليه السلام نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور وجنودا لم تروها وهم الملائكة وكانوا الفا بعث الله عليهم صبا باردة فى ليلة شاتية فاخصرتهم واسفت التراب فى وجوههم وأمر الملائكة فقلعت الاوتاد وقطعت الاطنان وأطفأت النيران وأكفأت القدور وماجت الخيل بعضها فى بعض وقذف فى قلوبهم الرعب وكبرت الملائكة فى جوانب عسكرهم فانهزموا من غير قتال وحين سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم باقبالهم ضرب الخندق على المدينة باشارة سلمان ثم خرج فى ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب معسكره والخندق بينه وبين القوم وامر بالذرارى والنسوان فرفعوا فى الآطام واشتد الخوف وكان قريش قد اقبلت فى عشرة آلاف من الاحابيش وبنى كنانة وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان وخرج غطفان فى الف ومن تابعهم من أهل نجد وقائدهم عيبنة بن حصن وعامربن الطفيل فى هوازن وضامتهم اليهود من قريظة والنضير ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم الا الترامى بالنبل والحجارة حتى انزل الله النصر وكان الله بما نعملون أى بعملكم أيها المؤمنون من التحصن بالخندق والثبات على معاونة النبى صلى الله عليه و سلم بصيرا وبالياء أبو عمرو أى بما يعمل الكفار من البغى والسعى فى اطفاء نور الله اذ جاءوكم بدل من اذ جاءتكم من فوقكم أى من أعلى الوادى من قبل المشرق بنو غطفان ومن اسفل منكم من اسفل الوادى من قبل المغرب قريش واذ زاغت الابصار مالت عن سننها ومستوى نظرها حيرة او عدلت عن كل شيء فلم تلتفت الا إلى عدوها لشدة الروع