مريم ٤ - ١
سورة مريم
سورة مريم عليها السلام مكية وهي ثمان أو تسع وتسعون آية مدني وشامي

بسم الله الرحمن الرحيم

كهيعص قال السدي هو اسم الله الأعظم وقيل هو اسم للسورة وقرأ على ويحيى بكسر الهاء والياء ونافع بين الفتح والكسر وإلى الفتح أقرب وأبو عمرو بكسر الهاء وفتح الياء وحمزة بعكسه وغيرهم بفتحهما ذكر رحمة ربك خبر مبتدأ أي هذا ذكر عبده مفعول الرحمة زكريا بالقصر حمزة وعلي وحفص وهو بدل من عبده إذ ظرف للرحمة نادى ربه نداء خفيا دعاه دعاء سرا كما هو المأمور به وهو أبعد عن الرياء وأقرب إلى الصفاء أو أخفاه لئلا يلام على طلب الولد في أوان الكبر لأنه كان ابن خمس وسبعين أو ثمانين سنة قال رب هذا تفسير الدعاء وأصله يا ربي فحذف حرف النداء والمضاف اليه اختصار إني وهن العظم مني ضعف وخص العظم لأنه عمود البدن وبه قوامه فاذا وهن تداعى وتساقطت قوته ولأنه أشد ما فيه واصلبه فاذا وهن كان ما وراءه أوهن ووحده لأن الواحد منه الجسد قد أصابه الوهن واشتعل الرأس شيبا تمييز أي فشافى رأسي الشيب واشتعلت النار إذا تفرقت في التهابها وصارت شعلا شبه الشيب بشواظ النار في بياضه وانتشاره في الشعر وأخذه منه كل ما أخذ باشتعال النار ولا ترى كلاما افصح من هذا ألا ترى أن أصل الكلام يا رب قد شخت إذ الشيخوخة تشتمل على ضعف البدن وشيب الرأس المتعرض لها وأقوى منه ضعف بدني وشاب رأسي ففيه مزيد والتقرير للتفصيل وأقوى منه وهنت عظام بدني ففه عدول عن التصريح إلى الكناية فهي أبلغ منه وأقوى منه أنا وهنت عظام بدني وأقوى منه إني وهنت بدني وأقوى منه إني وهنت العظام من بدني ففيه سلوك طريقي الإجمال والتفصيل وأقوى منه أني وهنت العظام مني ففيه ترك توسيط البدن وأقوى منه إني وهن العظم مني لشمول الوهن العظام فردا فردا باعتبار ترك جمع العظم إلى الافراد لصحة حصول وهن المجموع بالبعض دون كل فرد فرد ولهذا تركت الحقيقة في شاب رأسي إلى أبلغ وهي الاستعارة فحصل اشتعل شيب رأسي وأبلغ منه اشتعل رأسي شيبا لاسناد الاشتعال إلى مكان الشعر ومنبته وهو الراس لإفادة شمول الاشتعال الرأس إذ وزان اشتعل


الصفحة التالية
Icon