الأحزاب ١٨ - ١٤
الله بأنهم لايخاقون ذلك وإنما يريدون الفرار من القتال ولو دخلت عليهم المدينة أو بيوتهم من قولك دخلت على فلان داره من أفطارها من جوانبها أى ولو دخلت هذه العساكر المتحزبة التى يفرون خوفا منها مدينتهم أو بيوتهم من نواحيها كلها وانثالت على أهاليهم وأولادهم ناهبين سابين ثم سئلوا عند ذلك الفزع لفتنة أى الردة والرجعة إلىالكفر ومقاتلة المسلمين لآتوها لأعطوها لا توها بلا مد حجازى أى لجاءوها وفعلوها وما تلبثوا بها بإجابتها إلا يسيرا ريثما يكون السؤال والجواب من غير توقف أو مالبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم إلا يسيرا فإن الله يهلكهم والمعنى أنهم يتعللون باعورار بيوتهم ليفروا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنين وعن مصافة الأحزاب الذين ملؤوهم هولا ورعبا هؤلاء الأحزاب كما هم لو كبسوا عليهم أرضهم وديارهم وعرض عليهم الكفر وقيل لهم كونوا على المسلمين لسارعوا إليه وما تعللوا بشيء وما ذلك إلا لمعتهم الإسلام وحبهم الكفر ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل أى بنو حارثة من قبل الخندق أو من قبل نظرهم إلى الأحزاب لا يولون الأدبار منهزمين وكان عهد الله مسئولا مطلوبا مقتضى حتى يوفى به قل ان ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لم تمتعون إلا قليلا أى إن كان حضر اجلكم لم ينفعكم الفرار وإن لم بحضر وفررتم لم تمتعوا فى الدنيا إلا قليلا وهو مدة أعماركم وذلك قليل وعن بعض المروانية أنه مر بحائط مائل فأسرع فتليت له هذه الآية فقال ذلك القليل نطلب قل من ذالذى يعصمكم من الله أى مما أراد الله انزله بكم إن أراد بكم سوءا فى أنفسكم من قتل أو غيره أو أراد بكم رحمة أى إطالة عمر فى عافية وسلامة أو من يمنع الله من أن يرحمكم إن أراد بكم رحمة لما فى العصمة من معنى المنع ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ناصرا قد يعلم الله المعوقين منكم أى من يعوق عن نصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم أى يمنع وهم المنافقون والقائلين لإخوانهم فى الظاهر من المسلمين هلم إلينا أى قربوا أنفسكم إلينا ودعوا محمدا وهى لغة أهل الحجاز فإنهم يسوون فيه بين الواحد والجماعة وأما تميم فيقولون هلم يا رجل وهلموا يا رجال وهو صوت سمى به فعل متعد نحو أحضر وقرب ولا يأتون