الأحزاب ٢١ - ١٨
البأس أى الحرب إلا قليلا الا اتيانا قليلا أى يحضرون ساعة رياء يقفون قليلا مقدار ما يرى شهودهم ثم بنصرفون أشحة جمع شحيح وهو البخيل نصب على الحال من الضمير فى يأتون أى يأتون الحرب بخلاء عليكم بالظفر والغنيمة فاذا جاء الخوف من قبل العدو أو منه عليه السلام رأيتهم ينظرون اليك فى تلك الجملة تدور أعينهم يمينا وشمالا كالذى يغشى عليه من الموت كما ينظر المغشى عليه من معالجة سكرات الموت حذرا وخوفا ولو اذا بك فإذا ذهب الخوف زال ذلك الخوف وأمنوا وحيزت الغنائم سلقوكم بالسنة حداد خاطبوكم مخاطبة شديدة وآذوكم بالكلام خطيب مسلق فصيح ورجل مسلاق مبالغ فى الكلام أى يقولون وفروا فسمتنا فانا قد شاهدناكم وقاتلنا معكم وبمكاننا غلبتم عدوكم أشحة على الخير أى خاطبوكم أشحة على المال والغنيمة وأشحة حال من فاعل سلقوكم أولئك لم يؤمنوا فى الحقيقة بل بالألسنة فأحبط الله أعمالهم أبطل باضمارهم الكفر ما أظهروه من الأعمال وكان ذلك احباط أعمالهم على الله يسيرا هينا يحسبون الاحزاب لم يذهبوا أى لجبنهم يظنون أن الاحزاب لم ينهزموا ولم ينصرفوا مع أنهم قد انصرفوا وان يأت الأحزاب كرة ثانية يودوا لو أنهم بادون فى الاعراب البادون جمع المبادى أى يتمنى المنافقون لجنهم أنهم خارجون من المدينة إلى البادية حاصلون بين الاعراب ليأمنوا على أنفسهم ويعتزلوا مما فيه الخوف من القتال يسئلون كل قادم منهم من جانب المدينة عن أنبائكم عن أخباركم وعما جرى عليكم ولو كانوا فيكم ولم يرجعوا إلى المدينة وكان قتال ما قاتلوا إلا قليلا رياء وسمعة لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة بالضم حيث كان عاصم أى قدوة وهو المؤتسى به أى المفتدى به كما تقول فى البينة عشرون منا حديدا أى هى فى نفسها هذا المبلغ من الحديد او فيه خصلة من حقها أن يؤتسى بها حيث قاتل بنفسه لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر يخاف الله ويخاف اليوم الآخر أو يأمل ثواب الله ونعيم اليوم الآخر قالوا لمن يدل من لكم وفيه ضعف لأنه لا يجوز البدل من ضمير المخاطب