الأحزاب ٤٣ - ٣٩
أو اعنى الذين يبلغون ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وصف الانبياء بأنهم لا يخشون إلا الله تعريض بعد التصريح فى قوله وتخشى الناس والله احق أن تخشاه وكفى بالله حسيبا كافيا للمخاوف ومحاسبا على الصغيرة والكبيرة فكان جديرا بأن تخشى منه ما كان محمد أبا أحد من رجالكم أى لم يكن أبا رجل منكم حقيقة حتى يثبت بينه وبينه ما يثبت بين الأب وولده من حرمة الصهر والنكاح والمراد من رجالكم البالغين والحسن والحسين لم يكونا بالغين حينئذ والطاهر والطيب والقاسم وإبراهيم توفوا صبيانا ولكن كان رسول الله وكل رسول أبو أمته فيما يرجع إلى وجوب التوقير والتعظيم له عليهم ووجوب الشفقة والنصيحة لهم عليه لافى سائر الأحكام الثابتة بين الآباء والأبناء وزيد واحد من رجالكم الذين ليسوا بأولاده حقيقة فكان حكمه كحكمكم والتبنى من باب الاختصاص والتقريب لاغير وخاتم النبيين بفتح التاء عاصم بمعنى الطابع أى آخرهم يعنى لا ينبأ أحد بعده وعيسى ممن نبئ قبله وحين بنزل عاملا على شريعة محمد صلى الله عليه و سلم كأنه بعض امته وغيره بكسر التاء بمعنى الطابع وفاعل الختم وتقويه قراءة ابن مسعود ولكن نبيا ختم النبيين وكان الله بكل شئ عليما يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا أثنوا عليه بضروب الثناء وأكثروا ذلك وسبحوه بكرة أول النهار وأصيلا آخر النهار وخصا بالذكر لأن ملائكة الليل وملائكة النهار يجتمعون فيهما وعن قتادة قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله ألا الله والله أكبرولا حولا ولا قوة إلا بالله العلى العظيم والفعلان أى اذكروا الله وسبحوه موجهان إلى البكرة والأصيل كقولك صم وصل يوم الجمعة والتسبيح من جملة الذكر وإنما اختص من بين أنواعه اختصاص جبريل وميكائيل من بين الملائكة ابانة لفضله على سائر الأذكار لأن معناه تنزيه ذاته عما لا يجوز علية من الصفات وجاز ان يراد بالذكر وإكثاره تكثير الطاعات والعبادات فانها من جملة الذكر ثم خص من ذلك التسبيح بكرة وهى صلاة الفجر وأصيلا وهى صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء أوصلاة الفجر والعشاءين هو الذى يصلى عليكم وملائكته لما كان من شأن المصلى أن ينعطف فى ركوعه وسجوده استعير لمن يتعطف على غيره حنوا عليه وترؤفا كعائد المريض فى انعطافه عليه والمرأة فى حنوها على ولدها ثم كثر حتى استعمل فى الرحمة والترؤف ومنه قولهم صلى الله عليه و سلم أى ترحم عليك وترأف والمراد بصلاة الملائكة قولهم اللهم صل على المؤمنين جعلوا لكونهم مستجابى الدعوة كأنهم فاعلون الرحمة والرأفة والمعنى هو الذى يترحم عليكم ويترأف حين يدعوكم إلى الخير ويأمركم باكثار الذكروالتوفر على الصلاة


الصفحة التالية
Icon