الأحزاب ٤٨ - ٤٣
والطاعة ليخرجكم من الظلمات إلى النور من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة وكان بالمؤمنين رحيما هو دليل على أن المراد بالصلاة والرحمة وروى أنه لما نزل الله وملائكته يصلون على النبى قال أبو بكر ما خضك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه فنزلت تحيتهم من إضافة المصدر إلى المفعول أى تحية الله لهم يوم يلقونه يرونه سلام يقول الله تبارك وتعالى السلام عليكم وأعدلهم أجرا كريما يعنى الجنة يا أيها النبى انا أرسلناك شاهدا على من بعثت إليهم وعلى تكذيبهم وتصديقهم أى مقبولا قولك عند الله لهم وعليهم كما يقبل قول الشاهد العدل فى الحكم وهو حال مقدرة كما تقول مررت برجل معه صقر صائدا به أى مقدرا به الصيد غدا ومبشرا للمؤمنين بالجنة ونذيرا للكافرين بالنار وداعيا إلى الله بإذنه بأمره وبتيسيره والكل منصوب على الحال وسراجا منيرا جلا به الله ظلمات الشرك واهتدى به الضالون كما يجلى ظلام الليل بالسراج المنير ويهتدى به والجمهور على أنه القرآن فيكون التقدير وذا سراج منير أو وتاليا سراجا منيرا ووصف بالإنارة لأن من السرج ما لا يضئ إذا قل سليطة ودقت فتيلته أو شاهدا بوحدانيتنا ومبشرا برحمتنا ونذيرا بنقمتنا وداعيا الله عبادتنا وسراجا وحجة ظاهرة لحضرتنا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ثوابا عظيما ولا تطع الكافرين والمنافقين المراد به التهييج أو الدوام والثبات على ما كان عليه ودع أذاهم هو بمعنى الإيذاء فيحمل أن يكون مضافا إلى الفاعل أى اجعل إيذاءهم أياك فى جانب ولا تبال بهم ولا تخف من ايذائهم أو إلى المفعول أى دع إيذاءك إياهم مكافأة لهم وتوكل على الله فإنه يكفيكهم وكفى بالله وكيلا وكفى به مفوضا إليه وقيل إن الله تعالى وصفه بخمسة أو صاف وقابل كلامنهما بخطاب مناسب له قابل الشاهد بقوله وبشر المؤمنين لأنه يكون شاهدا على أمته وهم يكونون شهداء على سائر الأمم وهو الفضل الكبير والمبشر بالاعراض عن الكافرين والمنافقين لأنه إذا أعرض عنهم أقبل جميع إقباله على المؤمنين وهو مناسب البشارة والنذير يدع أذاهم لأنه إذا ترك أذاهم فى الحاضر والاذى لا بد له من عقاب عاجل أو آجل كانوا منذرين به فى المستقبل والداعى إلى الله بتيسيره بقوله وتوكل على الله فإن من توكل على الله يسر عليه كل عسير والسراج المنير بالاكتفاء به وكيلا لان من أناره الله برهانا على جميع خلقه كان جديرا بأن يكتفى به عن