الأحزاب ٦٠ - ٥٨
وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات لأن ذاك يكون غير حق أبدا وأما هذا فمنه حق كالحد والتعزير ومنه باطل قيل نزلت فى ناس من المنافقين يؤذون عليا رضى الله عنه ويسمعونه وقيل فى زناه كانوا يتبعون النساء وهن كارهات وعن الفضيل لا يحل لك أن تؤذى كلبا أو خنزيرا بغير حق فكيف إيذاء المؤمنين والمؤمنات فقد احتملوا تحملوا بهتاتا كذبا عظيما واثما مبينا ظاهرا يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن الجلباب ما يستر الكل مثل الملحفة عن المبرد ومعنى يدنين عليهن من جلابيبهن يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن يقال إذا زال الثوب عن وجه المرأة إذن ثوبك على وجهك ومن للتبعيض أى ترخى بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع حتى تتميز من الأمة أو المراد أن يتجلبن ببعض ما لهن من الجلابيب وأن لا يكون المرأة متبذلة فى درع وخمار كالأمة ولها جلبابان فصاعدا فى بيتها وذلك ان النساء فى أول الإسلام على هجيراهن فى الجاهلية متبذلات تبرز المرأة فى درع وخمار لافضل بين الحرة والأمة وكان الفتيان يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن فى النخل والغيطان للاماء وربما تعرضوا للحرة لحسبان الأمة فامرن أن يخالفن بزيهن عن زى الاماء بلبس الملاحف وستر الرؤس والوجوه فلا يطمع فيهن طامع وذلك قوله ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين أى أولى وأجدر بأن يعرفن فلا يتعرض لهن وكان الله غفورا لما سلف منهن من التفريط رحيما بتعليمهن آداب المكارم لئن لم ينته المنافقون والذين فى قوبهم مرض فجوروهما الزناة من قوله فيطمع الذى فى قلبه مرض والمرجفون فى المدينة هم أناس كانوا يرجفون بأخبار السوء عن سرا يا رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولون هزموا وقتلوا وجرى عليهم كيت وكيت فيكسرون بذلك قلوب المؤمنين يقال أرجف بكذا إذا أخبر به على غير حقيقة لكونه خبرا متزلزلا غير ثابت من الرجفة وهى الزلزلة لنغرينك بهم لنأمرنك بقتالهم أو لنسلطنك عليهم ثم لا يجاورونك فيها فى المدينة وهو عطف على لنغرينك لأنه يجوز أن يجاب به القسم لصحة قولك لئن لم ينتهوا لا يجاورونك ولما كان الجلاء عن الوطن أعظم من جميع ما أصيبوا به عطف بثم لبعد حالة عن حال المعطوف عليه إلا قليلا زمانا قليلا والمعنى لئن لم ينته المنافقون عن عداوتهم وكيدهم والفسقة عن فجورهم والمرجفون عما يؤلفون من أخبار السوء