الأحزاب ٦٧ - ٦١
لنأمرنك بأن تفعل الافعال التى تسوءهم ثم بأن تضطرهم إلى طلب الجلاء عن المدينة وإلى أن لا يساكنوك فيها إلا زمانا قليلا ريثما يرتحلون فسمى ذلك اغراء وهو التحريش على سبيل المجاز ملعونين نصب على الشتم أو الحال أى لا يجاورونك إلا ملعونين فلاستثناء دخل على الظرف والحال معا كما مر ولا ينتصب عن أخذو الان بعد حروف الشرط لا يعمل فيما قبلها أينما ثقفوا وجدوا أخذوا وقتلوا تقتيلا والتشديد يدل على التكثير سنة الله فى موضع مصدر مؤكد أى سن الله فى الذين ينافقون الانبياء ان يقتلوا أينما وجدوا فى الذين خلوا مضوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا أى لا يبدل الله سنته بل يجريها مجرى واحدا فى الامم يسئلك الناس عن الساعة كان المشركون يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن وقت قيام الساعة استعجالا على سبيل الهزء واليهود يسألونه امتحانا لان الله تعالى عمى وقتها فى التوراة وفى كل كتاب فأمر رسوله بأن يجيبهم بأنه علم قد استأثر الله به ثم بين لرسوله أنها قريبة الوقوع تهديدا للمستعجلين واسكانا للممتحنين بقوله قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا شيئا قريبا أو لأن الساعة فى معنى الزمان ان الله لعن الكافرين وأعدلهم سعيرا نارا شديدة الاتقاد خالدين فيها أبدا هذا يرد مذهب الجهمية لأنهم يزعمون ان الجنة والنار تفنيان ولا وقف على سعيرا لأن قوله خالدين فيها حال عن الضمير فى لهم لا يجدون وليا ولا نصيرا ناصرا يمنعهم اذكر يوم تقلب وجوههم فى النار تصرف فى الجهات كما ترى البضعة تدور فى القدر إذا غلت وخصصت الوجوه لأن الوجه أكرم موضع على الإنسان من جسده أو يكون الوجه عبارة عن الجملة يقولون حال ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول فنخلص من هذا العذاب فتمنوا حين لا ينفعهم التمنى وقالوا ربنا انا أطعنا سادتنا جمع سيد ساداتنا شامى وسهل ويعقوب جمع الجمع والمراد رؤساء الكفرة الذين لقنوهم الكفر وزينوه لهم وكبراءنا ذوى الأسنان منا أو علماءنا فأضلفونا السبيلا يقال ضل السبيل وأضله اياه