الأحزاب ٧٢ - ٦٨
وزيادة الألف لاطلاق الصوت جعلت فواصل الآى كقوافى الشعر وفائدتها الوقف والدلالة على ان الكلام قد انقطع وان ما بعده مستأنف ربنا آتهم ضعفين من العذاب للضلال والأضلال والعنهم لعنا كبيرا بالباء عاصم ليدل على أشد اللعن وأعظمه وغيره بالثاء تكثيرا لاعداد اللعائن ونزل فى شأن زيد وزينب وما سمع فيه من قالة بعض الناس يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ما مصدرية أو موصوله وأيهما كان فالمراد البراءة عن مضمون القول ومؤداه وهو الأمر المعيب وأذى موسى عليه السلام هو حديث المومسة التى أرادها قارون على قذفه بنفسها أو اتهامهم إياه بقتل هرون فأحياه الله تعالى فأخبرهم ببراءة موسى عليه السلام كما برأ نبينا عليه السلام بقوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم وكان عند الله وجيها ذا جاه ومنزلة مستجاب الدعوة وقرأ ابن مسعود والأعمش وكان عبدا لله وجيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا صدقا وصوابا أو قاصدا إلى الحق والسداد القصد إلى الحق والقول بالعدل والمراد نهيهم عما خاضوا فيه من حديث زينب من غير قصد وعدل فى القول والبعث على أن يسددوا قولهم فى كل باب لأن حفظ اللسان وسداد القول رأس كل خير ولا تقف على سديدا لأن جواب الأمر قوله يصلح لكم أعمالكم يقبل طاعاتكم أو يوفقكم لصالح العمل ويغفر لكم ذنوبكم أى يمحها والمعنى راقبوا الله فى حفظ ألسنتكم وتسديد قولكم فإنكم إن فعلتم ذلك أعطاكم ما هو غاية الطلبة من تقبل حسناتكم والاثابة عليها ومن مغفرة سيآتكم وتكفيرها وهذه الآية مقررة للتى قبلها بنيت تلك على النهى عما يؤذى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهذه على الامر باتقاء الله فى حفظ اللسان ليترادف عليهم النهى والامر مع اتباع النهى ما يتضمن الوعيد من قصة موسى عليه السلام واتباع الأمر الوعد البليغ فيقوى الصارف عن الأذى والداعى إلى تركه ولما علق بالطاعة الفوز العظيم بقوله ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اتبعه قوله إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال وهو يريد بالأمانة الطاعة لله ويحمل الأمانة الخيانة يقال فلان حامل للامانة ومحتمل لها أى لا يؤديها إلى صاحبها حتى تزول عن ذمته إذ الأمانة كانها راكبة


الصفحة التالية
Icon