سبأ ١٠ - ٨
خلق جديد أى تبعثون والجديد فعيل بمعنى فاعل عند البصريين تقول جد فهو جديد كقل فهو قليل ولا يجوز انكم بالفتح للام فى خبره افترى على الله كذبا اهو مفتر على الله كذبا فيما ينسب إليه من ذلك والهمزة للاستفهام وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها أم به جنة جنون يوهمه ذلك ويلقيه على لسانه بل الذين لا يؤمنون بالآخرة فى العذاب والضلال البعيد ثم قال سبحانه وتعالى ليس محمد من الافتراء والجنون فى شىء وهو مبرأ منهما بل هؤلاء القائلون الكافرون بالبعث واقعون فى عذاب النار وفيما يؤديهم إليه من الضلال عن الحق وهم غافلون عن ذلك وذلك أجن الجنون جعل وقوعهم فى العذاب رسيلا لوقوعهم فى الضلال كانهما كائنان فى وقت واحد لأن الضلال لما كان العذاب من لوازمه جعلا كانهما مقترنان ووصف الضلال بالبعيد من الاسناد المجازى لأن البعيد صفة الضال إذا بعد عن الجادة أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض ان نشأ نخسف بهم وبالادغام على التقارب بين الفاء والباء وضعفه البعض لزيادة صوت الفاء على الباء الأرض أو نسقط الثلاثة بالياء كوفى غير عاصم لقوله أفترى على الله كذبا عليهم كسفا كسفا حفص من السماء أى اعموا فلم ينظروا إلى السماء والأرض والأرض وانهما حيثما كانوا وأينما ساروا أمامهم وخلفهم محيطتان بهم لا يقدرون أن ينفذوا من أقطارهما وان يخرجوا عماهم فيه من ملكوت اللله ولم يخافوا أن يخسف الله بهم أو يسقط عليهم كسفا لتكذيبهم الآيات وكفرهم بالرسول وبما جاء به كما فعل بقارون وأصحاب الايكة ان فى ذلك النظر إلى السماء والأرض والفكر فيهما وما تدلان عليه من قدرة الله تعالى لآية لدلالة لكل عبد منيب راجع إلى ربه مطيع له إذ المنيب لا يخلو من النظر فى آيات الله على أنه قادر على كل شىء من البعث ومن عقاب من يكفر به ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال بدل من فضلا أو من آتينا بتقدير قولنا يا جبال أو قلنا يا جبال أوبى معه من التأويب رجعى معه التسبيح ومعنى تسبيح الجبال ان الله يخلق فيها تسبيحا فيسمع منها كما يسمع من المسبح معجزة لداود عليه السلام والطير عطف على محل الجبال والطير عطف على لفظ الجبال وفى هذا النظم من الفخامة مالا يخفى حيث جعلت الجبال بمنزلة العقلاء الذين إذا أمرهم بالطاعة أطاعوا وإا دعاهم أجابوا اشعار بأنه مامن حيوان إلا وهو منقاد لمشيئة الله


الصفحة التالية
Icon