سبأ ٣١ - ٢٥
جواد يركضه حيث شاء والضال كأنه ينغمس فى ظلام لايرى اين يتوجه قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون هذا أدخل فى الانصاف من الأول حيث أسند الاجرام إلى المخاطبين وهو مزجور عنه محظور والعمل إلى المخاطبين وهو مأمور به مشكور قل يجمع بيننا ربنا يوم القيامة ثم يفتح يحكم بيننا بالحق بلا جور ولا ميل وهو الفتاح الحاكم العليم بالحكم قل أرونى الذين ألحقتم أى ألحقتموهم به بالله شركاء فى العبادة معه ومعنى قوله أرونى وكان يراهم أن يريهم الخطا العظيم فى الحاق الشركاء بالله وأن يطلعهم على حالة الاشراك به كلا ردع وتنبيه أى ارتدعوا عن هذا القول وتنبهوا عن ضلالكم بل هو الله العزيز الغالب فلا يشاركه أحدوهو ضمير الشأن الحكيم فى تدبيره وما أرسلناك إلا كافة للناس إلا ارساله عامة لهم محيطة بهم لأنها إذا شملتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد منهم وقال الزجاج معنى الكافة فىاللغة الاحاطة والمعنى أرسلناك جامعا للناس فىالانذار والابلاغ فجعله حالا من الكاف والتاء على هذا للمبالغة كتاء الراوية والعلامة بشيرا بالفضل لمن أقر ونزيرا بالعدل لمن أصر ولكن أكثر الناس لا يعلمون فيحملهم جهلهم على مخالفتك ويقولون متى هذا الوعد أى القيامة المشار إليها فى قوله قل يجمع بيننا ربنا إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم الميعاد ظرف الوعد من مكان أو زمان وهو هنا الزمان ويدل عليه قراءة من قرأ ميعاد يوم فابدل منه اليوم وأما الاضافة فاضافة تبيين كما تقول بغير سانية لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون أى لا يمكنكم التأخر عنه بالاستمهال ولا التقدم إليه بالاستعجال ووجه انطباق هذا الجواب على سؤالهم انهم سألوا عن ذلك وهم منكرون له تعنتا لا استرشاد فجاء الجواب على طريق التهديد مطابقا للسؤال علىالانكار والتعنت وأنهم مرصدون ليوم يفاجئهم فلا يستطيعون تأخرا عنه ولا تقدما عليه وقال الذين كفروا أى أبو جهل وذووه لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذى بين يديه أى ما نزل قبل القرآن من كتب الله أو القيامة والجنة والنار حتى أنهم جحدوا أن يكون القرآن من الله وأن يكون لما دل عليه


الصفحة التالية
Icon