سبأ ٣٣ - ٣١
من الاعادة حقيقة ولو ترى إذا لظالمون موقوفون محبوسون عند ربهم يرجع يرد بعضهم إلى بعض القول فى الجدال أخبر عن عاقبة أمرهم ومآلهم فى الآخرة فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم أو للمخاطب ولوترى فى الآخرة موقفهم وهم يتجاذبون أطراف المحاورة ويتراجعونها بينهم لرايت العجب فحذف الجواب يقول الذين استضعفوا أى الاتباع للذين استكبروا أى للرؤس والمقدمين لولا أنتم لكنا مؤمنين لولا دعاؤكم ايانا إلى الكفر لكنا مؤمنين بالله ورسوله قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى أولى الاسم أى نحن حرف الإنكار لأن المراد انكار أن يكونوا هم الصادين لهم عن الإيمان وإثبات أنهم هم الذين صدوا بأنفسهم عنه وأنهم أتو من قبل اختيارهم بعد إذ جاءكم إنما وقعت إذ مضافا إليها وإن كانت إذ وإذا من الظروف الازمة للظرفية لأنه قد اتسع فى الزمان مالم يتسع فى غيره فاضيف إليها الزمان بل كنتم مجرمين كافرين لاختياركم وإيثاركم الضلال على الهدى لا بقولنا وتسويلنا وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا لم يأت بالعاطف فى قال الذين استكبروا وأتى به فى وقال الذين استضعفوا لأن الذين استضعفوا أولا فلا كلامهم فجىء بالجواب محذوف العاطف على طريق الاستثناء ثم جىء بكلام آخر للمستضعفين فعطف على كلامهم الاول بل مكر الليل والنهار بل مكركم بنا بالليل والنهار فاتسع فى الظرف بأجرائه مجرى المفعول به وإضافة المكر إليه أو جعل ليلهم ونهارهم ماكرين على الاسناد المجازى أى الليل والنهار مكرا بطول السلامة فيهما حتى ظننا أنكم على الحق إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له اندادا أشباها والمعنى أن المستكبرين لما أنكروا بقولهم أنحن صددناكم أن يكونوا هم السبب فى كفر المستضعفين واثبتوا بقولهم بل كنتم مجرمين أن ذلك بكسبهم واختيارهم كر عليهم المستضفون بقولهم بل مكر الليل والنهار فابطلوا اضرابهم باضرابهم كانهم قالوا ما كان الاجرام من جهتنا بل من جهة مكركم لنا دائبا ليلا ونهارا او حملكم إيانا على الشرك واتخاذ الانداد واسروا لندامة اضمروا واظهروا وهو من الاضداد وهم الطالمون فى قوله إذ الظالمون موقوفون يندم المستكبرون على ضلالهم واضلالهم والمستضعفون على ضلالهم واتباعهم المظلين لما


الصفحة التالية
Icon