سبأ ٣٧ - ٣٣
وجعلنا الأغلال فى أعناق الذين كفروا أى فى أعناقهم فجاء بالصريح للدلالة على ما استحقوا به الأغلال هل يجزون الا ما كانوا يعلمون فى الدنيا وما أرسلنا فى قرية من نذير نبى الا قال مترفوها متنعموها ورؤساؤها انا بما أرسلتم به كافرون هذه تسليه للنبى صلى الله عليه و سلم مما منى به من قومه من التكذيب والكفر بما جاء به وأنه لم يرسل قط إلى أهل قرية من نذير إلا قالوا له مثل ما قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم أهل مكة وافتخروا بكثرة الأموال والأولاد كما قال وقالوا نحن أكثر أموالا وأولاد او ما نحن بمعذبين أرادوا أنهم أكرم على الله من أن يعذبهم نظرا إلى أحوالهم فى الدنيا وظنوا أنهم لو لم يكرموا على الله لما رزقهم الله ولولا أن المؤمنين هانوا عليه لما حرمهم فأبطل الله ظنهم بان الرزق فضل من الله يقسمه كيف يشاء فربما وسع على العاصى وضيق على المطبع وربما عكس وربما وسع عليهما أو ضيق عليهما فلا ينقاس عليهما أمر الثواب بقوله قل ان ربى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قدر الرزق تضييقه قال الله تعالى ومن قدر عليه رزقه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى أى وما جماعة أموالكم ولا جماعة أولادكم بالتى وذلك أن الجمع الكسر عقلاؤه وغيره عقلائه سواء فى حكم التأنيث والزلفى والزلفة كالقربى والقربة ومحلها النصب علىالمصدر أى تقربكم قربة كقوله أنبتكم من الأرض نباتا إلا من آمن وعمل صالحا الاستثناء من كم فى تقربكم يعنى أن الأموال لا تقرب أحدا إلا المؤمن الصالح الذى ينفقها فى سبيل الله والاولاد لا تقرب أحدا إلا من علمهم الخير وفقهم فى الدين ورشحهم للصلاح والطاعة وعن ابن عباس إلا بمعنى لكن ومن شرط جوابه فأولئك جزاء الضعف وهو من إضافة المصدر إلى المفعول أصله فأولئك لهم أن يجاوز الضعف ثم جزاء الضعف ومعنى جزاء الضعف أن تضاعف لهم حسناتهم الواحدة عشرا وقرأ يعقوب جزاء الضعف على فأولئك لهم الضعف جزاء بما عملوا بأعمالهم وهم فى الغرفات أى غرف منازل