سبأ ٤٢ - ٣٨
الجنة الغرفة حمزة آمنون من كل هائل وشاغل والذين يسعون فى آياتنا فى إبطالها معجزين أولئك فى العذاب محضرون قل ان ربى يبسط الرزق يوسع لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم ما شرطية فى موضع النصب من شىء بيانه فهو يخلفه يعوضه لا معوض سواه اما عاجلا بالمال أو آجلا بالثواب جواب الشرط وهو خير الرازقين المطعمين لأن كل ما رزق غيره من سلطان أو سيد أو غيرهما فهو من رزق الله أجراه على أيدى هؤلاء وهو خالق الرزق وخالق الاسباب التى ينتفع المرزوق بالرزق وعن بعضهم الحمد لله الذى أوجدنى وجعلنى ممن يشتهى فكم من مشته لا يجد وواجد لا يشتهى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون وبالياء فيهما حفص ويعقوب هذا خطاب للملائكة وتقريع للكفار وارد على المثل السائر... إياك أعنى واسمعى يا جارة...
ونحوه قوله أأنت قلت للناس اتخذونى الآية قالوا أى الملائكة سبحانك تنزيها لك أن يعبد معك غيرك أنت ولينا الموالاة خلاف المعاداة وهى مفاعلة من الولى وهو القرب والولى يقع على الموالى والموالى جميعا والمعنى أنت الذى نواليه من دونهم إذ لا موالاة بيننا وبينهم فبينوا بإثبات موالاة الله ومعاداة الكفار براءتهم من الرضا بعبادتهم لهم لأن من كان على هذه الصفة كانت حاله منافية لذلك بل كانوا يعبدون الجن أى الشياطين حيث أطاعوهم فى عبادة غير الله أو كانوا يدخلون فى أجواف الاصنام إذا عبدت فيعبدون بعبادتهم أو صورت لهم الشياطين صورة قوم من الجن وقالوا هذه صور الملائكة فاعبدوها أكثرهم أكثر الانس أو الكفار بهم بالجن مؤمنون فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا لان الامر فى ذلك اليوم لله وحده لا يملك فيه أحد منفعة ولا مضرة لاحد لان الدار دار ثواب وعقاب والمثيب والمعاقب هو الله فكانت حالها خلاف حال الدنيا التى هى دار تكليف والناس فيها مخلى بينهم يتضارون ويتنافعون والمراد أنه لا ضار ولا نافع يومئذ إلا هو ثم ذكر عاقبة الظالمين بقوله ونقول للذين ظلموا بوضع العبادة فى غير موضعها


الصفحة التالية
Icon