فاطر ٢٥ - ١٨
المدعو بعض قرابتها إنما تنذر الذين يخشون ربهم أى إنما ينتفع بانذارك هؤلاء بالغيب حال من الفاعل أو المفعول أى يخشون ربهم غائبين عن عذابه أو يخشون عذابه غائبا عنهم وقيل بالغيب فى السر حيث لا اطلاع للغير عليه وأقاموا الصلاة فى مواقيتها ومن تزكى تطهر بفعل الطاعات وترك المعاصى فانما يتزكى لنفسه وهو اعتراض مؤكد لخشيتهم وإقامتهم الصلاة لأنهما من جملة التزكى وإلى الله المصير المرجع وهو وعد للممتزكى بالثواب وما يستوى الاعمى والبصير مثل للكافر والمؤمن أو للجاهل والعالم ولا الظلمات مثل للكفر ولا النور للإيمان ولا الظل ولا الحرور الحق والباطل أو الجنة والنار والحرور الريح الحار كالسموم إلا أن السموم تكون بالنهار والحرور بالليل والنهار عن الفراء وما يستوى الاحياء ولا الأموات مثل الذين دخلوا فى الاسلام والذين لم يدخلوا فيه وزيادة لا لتأكيد معنى النفى والفرق بين هذه الواوات أن بعضها ضمت شفعا إلى شفع وبعضها وترا إلى وتر ان الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من فى القبور يعنى أنه قد علم من يدخل فى الإسلام ممن لا يدخل فيه فيهدى من يشاء هدايته وأما أنت فخفى عليك أمرهم فلذلك تحرص على اسلام قوم مخذولين حبه الكفار بالموتى حيث لا ينتفعون بمسموعهم ان أنت الا نذير أى ما عليك إلا أن تبلغ وتنذر فان كان المنذر ممن يسمع الانذار نفع وان كان من المصرين فلا عليك انا أرسلناك بالحق حال من أحد الضميرين يعنى محقا أو محقين أو صفة للمصدر أى ارسالا مصحوبا بالحق بشيرا بالوعد ونذيرا بالوعيد وان من أمة وما من أمة قبل أمتك والأمة الجماعة الكثيرة وجد عليه أمة من الناس ويقال لأهل كل عصر أمة والمراد هنا أهل العصر وقد كانت آثار الذارة باقية فيما بين عيسى ومحمد عليهما السلام فلم تخل تلك الأمم من نذير وحين اندرست آثار نذارة عيسى عليه السلام بعث محمد عليه السلام إلا خلا مضى فيها نذير يخوفهم وخاصة الطغيان وسوء عاقبة الكفران واكتفى بالنذير عن البشير فى آخر الآية بعد ما ذكرهما لأن النذارة مشفوعة بالبشارة فدل ذكر النذارة على ذكر البشارة وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم